عنف الزوج الموجه ضد الزوجة ظاهرة قديمة ومتجددة.. منتشرة ومعروفة في كل الأزمنة من منا ينسي عنف "سي السيد" الموجه ضد "أمينة" في أفلام الأديب نجيب محفوظ.. قديماً كانت الخلافات الأسرية وخباياها في نظر معظم الناس أمر لا ينبغي إفشاؤه انطلاقاً من أن إفشاء الأسرار العائلية كان يدخل ضمن المحظور والممنوع الأخلاقي والقيمي أو لمخافة بعض النساء التعرض لمزيد من العنف إذا ما أعلنوه أو أفشوه.. الآن ومع تطور الحياة السريع والتغير في منظومة الأخلاق والقيم تبدلت الأحوال وانعكس ذلك علي العلاقات الإنسانية المختلفة ومنها الخلافات الزوجية فلم تعد من الأسرار أو المحظورات بل كثيراً ما نجد أي خلاف بين زوجين تعرفه الأسرة كلها بل قد يصل إلي زملاء العمل وتصبح أسرار البيوت مشاعاً يتحدث فيها كل من تصل إليه معلومة. الأمر لم يعد سراً وقد وجدنا مركزاً لاستضافة السيدات ضحايا العنف الأسري.. في جميع محافظات الجمهورية تلجأ إليه المرأة المقهورة المعنفة هي وأطفالها عندما تضيق بها جدران بيتها من جراء الضرب والعنف والإهانة المتكررة. منذ أيام نظم المجلس القومي للمرأة روشتة عمل لرفع كفاءة العاملين بمراكز الاستضافة علي كيفية استضافة واستقبال النساء المعنفات وتطرقت الورشة بالحديث لأشكال العنف سواء لفظي أو بدني أو نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي وجنسي وصحي وحرمان وإهمال إلي غير ذلك من أشكال العنف والقهر. أكدت ورشة العمل علي العديد من الحقائق أهمها أن سلوك الزوج العنيف تجاه زوجته يؤدي إلي تعرضها إلي مجموعة من الاضطرابات والمشاكل النفسية وأن العنف الجسدي الذي يقع علي جسد المرأة يترك آثاراً متفاوتة الخطورة ما بين الضرب بالأيدي والركل والكي والتكبيل بالحبال وصولاً إلي الحرق وكهربة الزوجة وكسر عظامها.. وهناك نماذج موجودة في دار استضافة المرأة بالاسكندرية و6 أكتوبر. د.عادل المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر والذي حاضر في ورشة العمل أكد ان العنف النفسي هو أخطر أنواع العنف وقد يترتب عليه اضطرابات نفسية خطيرة كالاكتئاب والانطواء علي النفس والشعور بالسلبية والعجز بل أحياناً يتطور الأمر إلي محاولة الانتحار. وتطرق إلي العنف الاجتماعي ومحاولة الزوج فرض حالة من الحصار الاجتماعي علي الزوجة والحد من انخراطها وعدم السماح لها بزيارة الأهل والأقارب والعنف الاقتصادي الذي يفرض نفسه بقوة حالياً مع خروج المرأة للعمل ومحاولة الزوج الاستيلاء علي مالها بالقوة والضغط عليها ومحاولة استغلالها. المسئولون بدور الاستضافة من واقع تجاربهم مع الضحايا أكدوا أن إدمان المخدرات وسوء الحالة الاقتصادية وراء 85% من العنف الموجه من الزوج ضد زوجته وما يزيد الطين بلة هو جهل الزوجة بحقوقها وللأسف كثير من هؤلاء الأزواج بعيدون عن الدين والمنهج الرباني الذي معه تستقيم الحياة. كلمات لها معني * من داس علي همومه انتصر ومن داست عليه همومه انكسر. * إذ اجف الإحساس فماذا يفيد العتاب. * بعضهم لا يكتفي بنشر عيوبك بل يقاتل لإخفاء محاسنك.