اهتمت وسائل الإعلام الصينية بالمشاركة المصرية في الاحتفالات الصينية بالذكري السبعين للحرب العالمية الثانية وبزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبكين لحضور تلك الاحتفالات بناء علي دعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ. نشرت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء في باب أهم الموضوعات الدولية لقاء مع سفير مصر بالصين مجدي عامر تحت عنوان "زيارة الرئيس السيسي للصين ومشاركة جيش مصر في العرض العسكري دليل علي متانة العلاقات الثنائية".. حيث أكد السفير أن زيارة الرئيس السيسي لبكين التي تعد الثانية في غضون أقل من عام تبرهن علي متانة وقوة العلاقات المصرية- الصينية وتعكس مدي تميزها. قال إن موقع مصر الاستراتيجي يجعلها نقطة ارتكاز مهمة علي طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين. أشار السفير المصري في اللقاء إلي أنه خلال زيارة الرئيس السيسي الأولي للصين تم التوقيع علي أكثر من 20 مذكرة تفاهم لإقامة مشروعات صينية في مصر وستنطلق الآن مرحلة بدء تجسيد هذه المشروعات علي أرض الواقع في مجالات عدة من بينها السكك الحديدية والطاقة والزراعة. استطرد قائلاً إن المرحلة التالية التي ستأتي قريباً وذات صلة وثيقة بمبادرة "الحزام والطريق" تكمن في مشروعات تنمية منطقة قناة السويس التي ستقام بعد افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة العملاق مؤخراً. لافتاً إلي وجود اهتمام بالغ من الشركات الصينية بالمشاركة في هذه المشروعات ومتوقعاً إقبالاً كبيراً منها عند الإعلان عن المشروعات. وهو ما سيشكل تطوراً مستقبلياً مهماً في العلاقات الثنائية في إطار المبادرة الصينية الخاصة ب"الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين". كما تحدث السفير المصري عن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي انضمت إليه مصر كعضو مؤسس.. قائلاً إنه في إطار اهتمام البنك بمشروعات التكامل الإقليمي عبر تعزيز شبكة المواصلات بين الدول والمناطق من خلال فتح خطوط طيران وتشييد خطوط سكك حديدية وبناء طرق وغيرها تأتي قناة السويس من بين أكبر المشروعات التي تدخل في إطار هذا الترابط البيني بين آسيا وبقية أنحاء العالم. ومن ثم يبدي البنك اهتماماً بالاستثمار مستقبلاً بمنطقة قناة السويس لأن ذلك سيخدم آسيا بوجه خاص والعالم بوجه عام. كما التقت صحيفة "جلوبال تايمز" أيضا السفير المصري مجدي عامر في بكين ونشرت اللقاء تحت عنوان "مصر والصين تشتركان في إرث الحرب العالمية الثانية". وفي سؤال للسفير عن السبب في حرص الرئيس المصري علي حضور العرض العسكري الذي تقيمه الصين مع أن الغرب يشير إلي أن هذا العرض يستهدف اليابان.. أجاب السفير قائلاً إن مصر شاركت في الحرب العالمية الثانية وكانت جزءاً من قوات التحالف مع بريطانيا وفرنسا وروسيا. ومن ثم فإن من الطبيعي أن يشارك الرئيس المصري في هذا الاحتفال. إن هذا الاحتفال ليس موجهاً إلي أي دولة فهو مجرد تخليد لذكري الانتصار وتذكير بالفظائع التي ارتكبت حتي لا تتكرر.. الصين قدمت الكثير من التضيحات مثل مصر. ولهذا تشارك مصر في هذا العرض. وفي رده علي سؤال حول ما إذا كانت اتفاقية الشراكة الاقتصادية تعني أن مصر بدأت تبتعد عن حلفائها القدامي وتقترب من حلفاء جدد.. قال السفير: مصر منفتحة علي جميع القوي وتريد إقامة علاقات متوازنة مع الجميع. فمصر لها علاقات استراتيجية أيضا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. لكن ومنذ الربيع العربي فإن الصين أعلنت أنها لن تتدخل في الشئون الداخلية لمصر وستحترم اختيارات الشعب المصري. ومصر لديها نفس الموقف من الصين. وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين.. قال السفير مجدي عامر إن مصر تحاول تيسير سبل الاستثمار ووضع القوانين التي تساعد علي جذب المستثمرين. كما أن هناك مساندة ودعماً متبادلاً بين مصر والصين في المحافل الدولية وفي الدفاع عن قضايا الدول النامية وقضايا البيئة وغيرها. وهناك التعاون الإقليمي بين البلدين في دفع عملية التنمية في القارة الأفريقية. وقد أشارت وكالة "شينخوا" إلي فيلم "حكاية وثيقة".. حيث نشرت مقالاً تحت عنوان "إعلان القاهرة.. حكاية وثيقة" قالت فيه إن هذا الفيلم هو أول فيلم وثائقي عربي يكشف دور وتضحيات كل من الصين ومصر في الحرب العالمية الثانية.