انطفأت النيران في الفجالة لكنها في القلوب لاتزال مشتعلة. وعلي الألسنة يتردد سؤال واحد: من أشعل النيران في بيوتنا ومحلاتنا. وحرق قلوبنا علي ضياع ما نملكه سواء في البيوت أو المحلات. "المساء" تجولت في موقع الحادث. ورصدت آراء الأهالي والتجار بالعقار المنكوب. والذين شكوا من بطء المطافئ واستخدامها كميات كبيرة من المياه أدت لانهيار المبني. كما شككوا في أسباب الحريق والمتسبب فيه. وأشاروا إلي وجود خلافات وقضايا بين المستأجرين والمالك لمحاوته طردهم قبل أن ينصفهم القضاء. كما أكدوا عدم وجود أي لجان لحصر الخسائر والتي قدروها بأكثر من 50 مليون جنيه. يقول عبدالوهاب محمد - صاحب أحد المحلات بالعمارة المنكوبة: "بيوتنا أتخربت".. العمارة كان بها 30 مكتبة ومخزناً وحجم الخسائر لا يقل عن 50 مليون جنيه والنيران أتت علي العمارة بالكامل وخسائري أنا تقترب من 5.2 مليون جنيه. يضيف عبدالوهاب أن تحرك رجال المطافئ كان بطيئاً للغاية وهو ما أعطي فرصة للنيران للاشتعال بالإضافة لاستخدام المياه بغزارة في مواجهة الحريق علماً بأن العمارة قديمة مما ساعد علي انهيارها. أشار عبدالوهاب إلي أن هناك علامات استفهام كثيرة علي أسباب الحريق فمالك العقار كان يريد هدمه وأقام عدة دعاوي قضائية لذلك ولكن كسبها المستأجرون. قال: نحن نشكك في المتسبب في إشعال الحريق فكيف يتم هدم 5 سلالم بالعقار في وقت واحد بالإضافة إلي أن الحريق بدأ من الدور الرابع وحتي الأرضي في نفس الوقت ثم قطع المياه عن العمارة بالكامل فهل كان هذه الأسباب طبيعية؟! قال سامي عابد - موظف بإحدي مكتبات العقار: بيننا وبين صاحب العقار قضايا كثيرة فالعقار اشتعلت به النيران في وقت واحد من الرابع للأول وأري أن الحريق بفعل فاعل؟! يضيف عبدالشكور رشاد: أعمل عند أبناء عمي وهم يملكون عدة محلات بالعمارة ضاعت كلها بسبب بطء رجال المطافئ وتأخرهم بالإضافة لعدم استخدامهم وسيلة إطفاء مناسبة غير المياه التي تسببت في هدم العقار. أكد عبدالشكور أن المكان يقع في ميدان رمسيس في وسط القاهرة ومع ذلك تأخرت المطافئ وأعلنوا أن هناك 60 سيارة تحاصر الحريق علماً بأن الشارع لا يتحمل أكثر من 5 سيارات؟! يضيف خالد رشاد أن خسائرهم كبيرة ولم تأت أي لجان للحصر و حتي الآن وتم إخلاء العقار المجاور وهو لنفس المالك خوفاً من أصحاب المحلات ولتأمينهم ولابد أن تكون المناطق التجارية كمنطقة الفجالة مؤمنة بشكل أفضل بوسائل الإطفاء والطفايات ولا تترك هكذا حتي إن موظفي الحي لم يكونوا يعلمون مكان طفايات المياه المخصصة للحريق. يشير محمد الدفراوي - صاحب محل بالعقار إلي أن الخسائر بالملايين ولم تأت بعد لجان تقدير الخسائر والتي لا تقل عن 40 مليون جنيه فالبضاعة بجميع الأدوار وبالنسبة للمطافئ فإن رجال المطافئ فعلوا كل ما بوسعهم في ظل الإمكانات المتاحة لديهم. يقول أحمد حسن - موظف بالعقار المجاور: تم إخلاء أصحاب المحلات للعقار الملاصق للعمارة المنكوبة وذلك حرصاً علي سلامتنا وإن كان هناك خسائر أصابتنا فهي بسيطة ولكن لا نعلم متي نعود لعملنا. يشير محمد خليفة - صاحب محل بالعمارة التي تم إخلاؤها: العمارتان تعود ملكيتهما لمالك واحد وأنا أعمل بالعقار المغلق وبضاعتنا لا نعلم عنها شيئاً ولكن من المؤكد أنها تأثرت بفعل الأدخنة والمياه.