تنطلق أيام رمضان كالسهم السريع من القوس الشديد.. بالأمس القريب كنا نشتاق إلي قدومه متلهفين علي استقباله بحنان وشوق وينطلق دعاؤنا الصادق دائما "اللهم بلغنا رمضان" وذلك لما فيه من صفاء نفس وصدق عبادة وحب الخير. جاء رمضان ومضي منه خمسة وعشرون يوماً لعلنا كنا عند حسن ظن ربنا بنا ولعلنا سعينا في العمل بجد واخلاص إذ إن العمل خير عبادة والصوم عبادة بين العبد وربه. نفعها للصائم. أما العمل فعبادة ظاهرة نفعها للعباد جميعا. ما أسرع نهار رمضان. روح طيبة ونفس تقية تحب الخير وتسعي إليه يربط بين قلوب الصائمين ويوحد صفهم ويعمهم بالسماحة والاقبال علي معاونة بعضهم بعضا. يصوم الغني كما يصوم الفقير في وقت واحد ويفطران في وقت واحد ترسيخا لوحدة الأمة الاسلامية وتأكيدا لارتباط المشاعر الدينية الخالصة.