عندما تكون للدولة رؤية ما حول كيفية ممارسة العمل التطوعي من أجل تحقيق أهداف تري انها في حاجة للوصول إليها .. فإن واجب الممارسين في المقابل هو تنفيذ السياسة التي حددتها الدولة لمن يرغب في ممارسة هذا العمل التطوعي طالما انه يعشق التطوع من منطلق انه يشبع هواياته بجانب انه يشغل وقت فراغه كونه يمتلك مساحة من الوقت تؤهله لخدمة مجتمعه والمساهمة في نهضته من خلال هذا العمل التطوعي مع العلم بأنه من يتصدي له لديه وظيفته التي هي مصدر رزقه وهذا الكلام في مجال العمل التطوعي ينطبق علي أعضاء مجالس إدارة الأندية والاتحادات الرياضية .. وانطلاقاً من هذا الواقع الذي لا ينتظر فيه من يتصدي للعمل التطوعي تحقيق مكاسب مالية أو مصالح شخصية فإن المثير للدهشة أن الدولة عندما تضع لوائح أو نظاماً جديداً لممارسة العمل التطوعي مثلما فعل مؤخراً المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة والذي أصدر مؤخراً لائحة جديدة للأندية تهدف لتداول السلطات في مجالس الإدارة وتفعيل دور الجمعية العمومية لتكون رقيباً علي أداء مجالس الإدارة وصاحبة الكلمة العليا في إدارة شئون الأندية وليس العكس وفتح الباب أمام الشباب للعودة لعضوية مجالس الإدارة .. ومنذ إعلان تلك اللائحة ظهر تيار معارض لهذه اللائحة يرفض الاستجابة لها ويعترض عليها ويقود هذا التيار النادي الأهلي ووصل الأمر إلي تصعيد هذا الاعتراض إلي القضاء والمطالبة بأن الوقت قد حان للخروج من تحت عباءة الدولة انطلاقاً من انه لا وصاية للحكومة علي الأندية الرياضية باعتبارها هيئات أصلية .. ولكن الرد الطبيعي علي تلك القضايا سهل وبسيط يتلخص في ان من يرفض سياسة الدولة في العمل التطوعي فعليه ان ينسحب فوراً من التصدي له طالما ان أسلوب وطريقة ونظام ممارسته لا تناسبه من ممارسة العمل التطوعي لانه ببساطة شديدة ليس عمل احترافي ولا يتقاضي عنه مرتباً ومن الأفضل له عندئذ ان يوفر جهده ووقته لأسرتهولو وظيفته التي يتعايش منها أما اللجوء للقضاء والتشبث بكراسي العمل التطوعي فهذا كلام مرفوض شكلاً وموضوعاً وغير مقنع علي الاطلاق أما بالنسبة لقضية الخروج من تحت عبأة الدولة فإن تلك الأندية كلها تتبع الدولة لأنها المالكة لأراضيها والتي منحتها لها الدولة كحق انتفاع ومن يرد فعلاً تنفيذ هذه الخطوة يجب عليه أولاً شراء هذه الأرض من الدولة بسعرها الحقيقي فهل مجلس إدارة الأهلي علي سبيل المثال مستعد لدفع 25 ألف جنيه لسعر المتر الواحد من أرضه التابعة بمقره بمنطقة الجزيرة ناهيك عن ان جميع الأندية والاتحادات تحصل علي دعم وإعانات في مشاركات فرقها في البطولات الدولية والأفريقية والعربية فكيف إذاً يريدون من الدولة ان ترفع يدها عنهم .. إنها مجرد شعارات يرفعها هؤلاء المتطوعون يدعون فيها عشقهم للعمل التطوعي وانهم يدافعون عن استقرار ومصالح انديتهم وهو كلام عار تماماً من الصحة والحقيقة تماماً بدليل قيام النادي الأهلي برفع دعوي قضائية ضد لائحة صقر لأنها تنص علي تداول السلطات صحيح أشوف كلامك أصدقك .. أشوف تصرفاتك استعجب.