خلال زيارته.. محافظ الإسماعيلية يستقبل الأمين العام المساعد للبحوث الإسلامية    نقيب الأشراف يلتقي رئيس مجلس القضاء الأعلى لتقديم التهنئة بتوليه منصبه    محافظة الجيزة: كسر مفاجئ بخط طرد محطة الطالبية يتسبب فى انقطاع المياه عن كفر طهرمس    محافظ الجيزة: حريصون على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ودعم الابتكار في قطاع النقل والخدمات    مرسيدس: "حظر سيارات الوقود سيدخل الصناعة الأوروبية في الحائط"    الوجود العسكري الألماني في أوكرانيا يواجه "تحديًات سياسية هائلًة "    بالأرقام.. الخارجية تكشف جهود مصر في دعم غزة    14 ضحية وقعت في الفخ.. البطاقات الحمراء تشعل الدوري المصري مبكرًا    وسام أبو علي: مقتنع بخطوة اللعب في كولومبوس.. والأمر كان صعبًا بسبب الأهلي    عانى من كسرين في القدم.. تفاصيل جراحة مروان حمدي وموعد عودته للمباريات    رقص بملابس خادشة.. الداخلية تعلن تفاصيل القبض على الراقصة "نورا دانيال"    ارتفاع ضحايا حادث انهيار عقار بالشرقية إلى 4 وفيات و7 مصابين    غدر الذكاء الاصطناعى    جولة لوزير الآثار بالمتحف اليوناني الروماني وقلعة قايتباي    لإحياء مواهب الشباب..انطلاق الأسبوع الثقافي بالإسماعيلية    تعرف على آخر مستجدات الحالة الصحية للفنانة أنغام    وفاة ابن شقيقة المطرب السعودي رابح صقر    صورة- عمرو دياب مع منة القيعي وزوجها على البحر    ما ثواب صلاة الجنازة على أكثر من متوفى مرة واحدة؟.. الإفتاء توضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    النائبة آمال عبدالحميد بعد جدل تعديل مواعيد العمل: الناس فهمت غلط    في يومه العالمي- متى تسبب لدغات البعوض الوفاة؟    جامعة قناة السويس تطلق قافلة شاملة لقرية التقدم بالقنطرة شرق    إيران تدرس إرسال وفد إلى فيينا لاستئناف المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    النائب محمد أبو النصر: رفض إسرائيل مبادرة وقف إطلاق النار يكشف نواياها الخبيثة    وزير الصحة يتفقد مستشفى الشروق ويوجه بدعم الكوادر الطبية وتطوير الخدمات    الأوقاف تعقد 681 ندوة بعنوان "حفظ الجوارح عن المعاصى والمخالفات"    خالد الجندى يوضح الفرق بين التبديل والتزوير فى القرآن الكريم.. فيديو    وكيل تعليم الغربية: خطة لنشر الوعي بنظام البكالوريا المصرية ومقارنته بالثانوية العامة    بيع مؤسسي يضغط سوق المال.. والصفقات تنقذ السيولة    صلاح: التتويج بالبطولات الأهم.. وسنقاتل لتكراره هذا الموسم    جوارديولا يوضح موقف مانشستر سيتي من التعاقد مع دوناروما ويكشف عن خططه لحراسة المرمى    البرديسي: السياسة الإسرائيلية تتعمد المماطلة في الرد على مقترح هدنة غزة    الرئيس الفرنسي: يجب تثبيت وقف إطلاق نار دائم في غزة    طب قصر العيني يطلق برنامجًا صيفيًا لتدريب 1200 طالب بالسنوات الإكلينيكية    كنوز| 101 شمعة لفيلسوف الأدب الأشهر فى شارع صاحبة الجلالة    خلال اتصال هاتفى تلقاه من ماكرون.. الرئيس السيسى يؤكد موقف مصر الثابت والرافض لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى أو المساس بحقوقه المشروعة.. ويرحب مجددًا بقرار فرنسا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية    النائب علاء عابد: المقترح «المصري–القطري» يتضمن بنود إنسانية    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    تحرير 7 محاضر لمحلات جزارة ودواجن بمدينة مرسى مطروح    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    عمر طاهر على شاشة التليفزيون المصري قريبا    خلال تفقده لأعمال صيانة وتطوير المدينة الجامعية.. رئيس جامعة القاهرة يؤكد الالتزام بأعلى معايير الجودة    بيع 11 محلًا تجاريًا ومخبز بلدي في مزاد علني بمدينة بدر    ضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار داخل عقار بالخليفة    الليلة.. إيهاب توفيق يلتقي جمهوره في حفل غنائي بمهرجان القلعة    تعرف على مواقيت الصلوات الخمس اليوم الأربعاء 20 اغسطس 2025 بمحافظة بورسعيد    توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين اقتصادية قناة السويس وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    الزمالك: منفحتون على التفاوض وحل أزمة أرض النادي في 6 أكتوبر    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    تعرف على حالة الطقس اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 بمحافظة بورسعيد    أحمد ياسر: كهربا يمر بظروف صعبة في ليبيا... ولا يصلح للعب في الأهلي والزمالك    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    انطلاق القطار السادس للعودة الطوعية للسودانيين من محطة مصر (صور)    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    إيزاك: النادي يعرف موقفي منذ فترة.. وعندما تكسر الوعود لا يمكن للعلاقة أن تستمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر الدولة الوحيدة في العالم.. المهددة من "5" اتجاهات

اليوم.. هو العاشر من رمضان ذكري أغلي انتصار في تاريخ العسكرية المصرية... وبعد يومين تهل علينا ذكري أغلي ثورة مصرية أنقذت الوطن من مستقبل أسود كان ينتظره.. بمناسبة هاتين المناسبتين استضافت "المساء الاسبوعية" اللواء طيار نصر موسي رئيس جمعية الطيارين ونائب قائد القوات الجوية السابق ليتحدث عن رؤيته وتحليلاته للوضع الحالي لمصر والمنطقة العربية وذكرياته عن حرب العاشر من رمضان.
* سألناه: مرت مصر بثورتين وبمناسبة ذكري ثورة الثلاثين من يونيو.. أين تري مصر الآن وماذا عن توقعاتك للمستقبل؟
** تحليلي الشخصي أن ثورة 30 يونيو أوقفت المخطط العالمي باحداث مد سني ضد المد الشيعي بمعني أنه قبل الثورة كان هناك اتفاق بأن توجه الولايات المتحدة الامريكية ضربة ضد إيران وكان الكونجرس الأمريكي قد وافق فعلاً وصدق الرئيس الأمريكي علي هذا القرار الخاص بتوجيه الضربة لإيران بهدف وقف نشاطها النووي وذلك بالاتفاق مع إسرائيل. ثم عادوا وقالوا بدلاً من أن نوجه ضربة للشيعة ممثلين في إيران نجعل السنة يضربون الشيعة. ومن هنا بدأ الدعم الأمريكي والعالمي للمد الإخواني في العالم كممثلين للسنة. وكان من المفترض تشكيل هلال يبدأ من تونس ثم الجزائر وليبيا ومصر ثم السعودية ويستمر الهلال ليحيط بإيران ويمثل تهديداً لها والدليل علي ذلك أنه لأول مرة في مصر نري سنياً يقتل شيعياً ويمثل بجثته وذلك نتيجة التغلغل الاستعماري لبث الفكر المضاد للشيعة وتطويقهم.
وعندما حدثت ثورة الثلاثين من يونيو وما حدث بعدها يوم الثالث من يوليو توقف المد الإخواني المدعوم من الولايات المتحدة ودول أخري كثيرة وهنا أصبحت هناك مشكلة لدي الأمريكان الذين بدأوا يعيدون حساباتهم ويرتبون أوراقهم فحدث تصالح بين واشنطن وطهران وجلسوا علي مائدة التفاوض لبحث حل المشكلة النووية الإيرانية مع أن ذلك لم يكن مطروحاً قبل ثورة الثلاثين من يونيو.
وهنا حدثت أزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لأن اتفاق واشنطن مع طهران ينقض الاتفاقات السابقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأن تضمن واشنطن أمن إسرائيل ضد أي تهديدت خارجية وخاصة من ناحية إيران.. فكيف تأتي الولايات المتحدة اليوم وتعقد اتفاقاً مع طهران حول البرنامج النووي الإيراني؟
لذلك وبعد أن تسببت ثورة الثلاثين من يونيو في إفشال المخطط الأمريكي العالمي أصبحت مصر تحت المنظار الأمريكي وبدأت الضغوط الأمريكية ضد مصر وتمثل ذلك في الآتي:
ما يحدث في ليبيا بجوارنا أمريكي.. فالمخابرات الأمريكية هي من صنعت تنظيم القاعدة ومن صنع تنظيم داعش هو تنظيم القاعدة. والولايات المتحدة تساعد "داعش" في ليبيا وعندما ذبح تنظيم داعش في ليبيا واحداً وعشرين مسيحياً مصرياً لم تساعدنا الولايات المتحدة في ضرب داعش ليبيا ليس ذلك فقط ولكن رفضت أمريكا توجيه مصر الضربة الجوية ضد داعش ليبيا فالولايات المتحدة تؤيد ضرب السعودية لليمن ولكنها لا تؤيد ضرب داعش في ليبيا لأن حصار مصر هو أحد أهداف الولايات المتحدة.
أمريكا ظلت في العراق وسوريا لأشهر بل وسنوات ولم تستطع القضاء علي داعش رغم قوتها وجبروتها.. فإذا كانت مصر قد استطاعت ضرب داعش ليبيا بعد ارتكابهم الجريمة ضد المسيحيين المصريين بأربع ساعات فقط ومنعت ارتكاب داعش لأي جريمة أخري ضد المصريين في ليبيا لانهم يعلمون جيداً أن القوات المصرية قادرة علي عبور الحدود في أي اتجاه وضرب أي أهداف تهدد الأمن القومي المصري دون انتظار.. رغم ذلك الا تستطيع الولايات المتحدة القضاء علي داعش في سوريا والعراق؟.. نعم قادرة ولكنها لا تريد ذلك.
والأمن القومي المصري ليس داخل حدودنا فقط.. فمساحة مصر ألف كيلو متر في ألف كيلو متر أي مليون كيلو متر مربع وهذه المساحة مهددة من خمسة اتجاهات هي الشمال حيث البحر المتوسط ووجود الاسطول السادس الامريكي والغرب من ليبيا والجنوب حيث إن شمال السودان يدين بالتبعية لإيران وجنوب السودان يدين بالتبعية لإسرائيل. ومن الشرق حماس في غزة وإسرائيل أما الجهة الخامسة فهي إرهاب الإخوان بالداخل لذلك فمصر هي الدولة الوحيدة في العالم المهددة من خمسة اتجاهات.. أما اسرائيل مثلا فمهددة من ثلاثة اتجاهات فقط سوريا وجنوب لبنان ومصر.
والوضع الحالي والمستقبل أن الأمن القومي المصري يبدأ من ليبيا وجنوب السودان وأثيوبيا وغزة والبحر المتوسط.
ويجب أن نعلم أن الفكر العسكري والاستراتيجي المصري الآن يختلف تماماً عما سبق لماذا؟..
ويكفي أن نعلم أن الضرية الجوية ضد داعش في ليبيا كان لها هدفان.. الأول تدمير "داعش" في منطقة "درنه" الليبية والثانية تدمير مخازن الأسلحة التي كانت تهدد مصر بعبورها الحدود ووصولها إلي أيدي حماس والجماعات الإرهابية في سيناء لأن كمية السلاح المهربة من ليبيا ضد مصر كانت ضخمة جدا فتم تدمير هذه المخازن.
ومنذ توجيه الضربة الجوية المصرية لداعش ليبيا "لم تقم لهم قومة" وهذا دليل قاطع علي أن مصر قادرة علي إصابة الأهداف التي تهدد أمنها القومي أياً كان موقعها.
وبالمناسبة فإن المصريين أصبحوا محترفين في ضرب الأهداف من الجو. ولكن إذا كان الهدف المطلوب تدميره بعيداً ويحتاج إلي تموين من الجو للطائرات المقاتلة لدينا مثل "اف 16" فهنا تأتي أهمية تشكيل القوة الجوية العربية المشتركة التي تزيد علي قوة إسرائيل الجوية كماً وكيفاً بمرة ونصف.. فإذا كنا ليس لدينا امكانية تموين الطائرات من الجو فإن هذه الامكانية موجودة لدي السعودية المشاركة معنا في القوة الجوية العربية المشتركة.
ومن هنا أيضا تأتي أهمية تنويع مصادر السلاح مثل حصولنا علي الطائرة الفرنسية الرافال التي تعادل ضعف كفاءة الطائرة "إف 16" الامريكية من حيث الامكانيات التسليحية ومدي الطيران ومدته وبالتالي أستطيع أن أصل بها إلي مدي أبعد من المدي الذي استطيع الوصول إليه باستخدام الطائرة "إف 16".
وللعلم فإن القانون الأمريكي يمنع مساعدة الدول التي بها انقلاب عسكري سواء بالسلاح أو المنح ولأن الولايات المتحدة كانت تنظر إلي مصر حتي وقت قريب علي أن ما حدث في 30 يونيو انقلاب عسكري فقد أوقفت المساعدات العسكرية البالغة 1.3 مليار دولار للتسليح. وذلك لممارسة الضغوط علي مصر. ولكنهم عندما فعلوا ذلك أخلوا باتفاقية السلم بيننا وبين إسرائيل التي كان من بين بنودها حصول مصر علي هذه المنح العسكرية. ومن المفترض طبقاً لهذه الاتفاقية ولهذا البند الخاص بالمنح العسكرية ألا تشتري مصر السلاح من أي جهة أخري ولكن عندما أوقفت الولايات المتحدة المنحة العسكرية أعطت لمصر الفرصة لشراء السلاح من فرنسا وروسيا وكانت هذه فرصة من ذهب لمصر. حيث ذهبت إلي فرنسا. ووقعت صفقة الطائرة "الرافال" قبل أن ترجع الولايات المتحدة في موقفها وتستأنف مد مصر بالمعونة العسكرية ال1.3 مليار دولار والشئ نفسه فعلناه مع روسيا في صفقات عسكرية. وهذا ما جعل الولايات المتحدة تفرج مؤخراً عن المنحة السنوية العسكرية لمصر حتي لا تذهب لشراء أسلحة أخري تخل بميزان القوي في المنطقة من وجهة نظرهم.
وللعلم أيضا فإننا إذا لم نكن قد وقعنا اتفاقيات التسليح مع فرنسا وروسيا قبل استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية فلن يكون لنا الحق وقتها في اتمام هذه الصفقات لذلك كان الموقف المصري الذكي باستغلال الموقف لصالحنا ولإجبار الولايات المتحدة علي الرجوع عن موقفها ولذلك فإن رجوع أمريكا عن موقفها كان متأخراً جداً وكان ذلك في صالح مصر.
* سيادة اللواء استخدمتم الطائرة "ميج 21" الروسية خلال حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر. وكذلك استخدمتم الطائرة "إف 16" الأمريكية. ومصر الآن تعاقدات علي الطائرة "ميج 29" الروسية.. فما هو الفارق بين الطيران علي طائرة روسية وطائرة أمريكية؟
* سيادة اللواء استخدمتم الطائرة "ميج 21" الروسية خلال حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر. وكذلك استخدمتم الطائرة "إف 16" الأمريكية. ومصر الآن تعاقدات علي الطائرة "ميج 29" الروسية.. فما هو الفارق بين الطيران علي طائرة روسية وطائرة أمريكية؟
** هناك عقيدة شرقية ممثلة في روسيا وعقيدة غربية ممثلة في الولايات المتحدة.. كيف يفكر الاثنان في صنع السلاح؟.. الامريكان يهتمون بالإنسان أولاً.. فمثلاً عندما يصنعون دبابة يبدأون بكابينة الدبابة بها وسائل الراحة والأمان مثل التدريع العالي والتكييف وطريقة الجلوس المريحة ثم يكملون ببناء بقية عناصر الدبابة.
أما العقيدة الشرقية فتهتم بالسلاح أولاً ثم يأتي الاهتمام بالانسان.. فعندما يريدون تصنيع دبابة مثلاً يصنعون جسم الدبابة بالمدفع وامكانيات التسليح ثم ينفذون "فتحة" ليدخل فيها الانسان ويركبون بعده باب يغلق عليه. ولا يهم إذا كان مكان الجلوس داخل الدبابة ضيقاً أو حاراً.. وبالمثل يمكن النظر إلي السيارة اللادا الروسية والسيارة الأمريكاني.. فالسيارة ذات صاج سميك "وزي الحديد" ولكنها في الداخل نار.. أما السيارة الامريكاني فهي إلي حد ما خفيفة ولكنها من الداخل بها وسائل الراحة ووفيرة.
وفي الطائرات يبدأ الامريكان بتصنيع كابينة مكيفة وكرسي محترم أجهزة حديثة ثم يكمل جسم الطائرة.. أما الروس فيصنعون طائرة ثم يفتحون فتحة لجلوس الطيار بلا تكييف ولا مراعاة لوسائل راحة الطيار في أداء مهمته.
وعندما أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرار حرب أكتوبر كان نصه: تقوم حرب بين مصر وإسرائيل لاقتحام قناة السويس تسبقها ضربة جوية بالإمكانيات المتاحة" وكان يعلم تماماً قدرتنا الجوية وإمكانياتنا لتنفيذ المهام.. الرئيس السادات كان يتلقي تقارير أسبوعية عن الطيارين.. وعندما طلب الرئيس السادات رأي القادة العسكريين لخوض الحرب ومدي موافقتهم طبقاً للامكانيات المتاحة رفع يده بالموافقه اثنان هما المشير عبدالغني الجمسي واللواء طيار حسني مبارك.. كيف تم حساب القدرة علي الحرب؟
عندما نأتي لمقارنة امكانيات الطائرات كيف يتم ذلك؟.. أولا يتم وضع نسبة مئوية لكل عنصر لنخرج بمقارنة عددية ونوعية من خلال جدول.. فكل طائرة لها امكانيات أعطيها رقماً يسمي الرقم العياري فمثلا الطائرة "ميج 21" في حرب أكتوبر أعطيناها رقم "1" بامكانياتها كلها أما الطائرة الفانتوم الامريكية التي كانت لدي اسرائيل فأعطيناها طبقا لامكانياتها رقم "3.8" والسوخوي "0.7" و"الميج 17" "0.4" الميراج "1.8" كيف أقارن بين ذلك؟
كنا نضرب الرقم العياري في عدد الطائرات من كل نوع ونجمع الإجمالي ليعطينا الفارق بين القوتين الذي بناءً عليه نستطيع القول إننا نستطيع الحرب أم لا.. لذلك رأي اللواء طيار مبارك أن قواتنا الجوية قبل حرب اكتوبر قادرة علي تنفيذ الضربة الجوية التي تشل حركة العدو لتفتح الباب لاقتحام قواتنا قناة السويس.
وللعلم فإن الفارق عند مقارنة القوي الجوية بيننا وبين إسرائيل قبل الحرب كان "3.8" لإسرائيل مقابل "1" لمصر وعندما أبلغوا الرئيس السادات بنتيجة هذه المقارنة قال لهم بحكمته ورؤيته الرائعة: هل حسبتم قدرة الطائرات؟.. قالوا: نعم.. قال: هل حسبتم قدرة الطيارين؟.. فكان ردهم: يا فندم الحالة المعنوية للطيار لا تقاس برقم لأنها تعتمد علي الحالة النفسية التي هي عرضة للتغير كل يوم فقال لهم الرئيس السادات: ابني الطيار بعشرة من الطياريين الإسرائيليين واعملوا حساباتكم علي كده وبلغوهم بهذا الكلام".
هذا الكلام عندما تم إبلاغه للطيارين بأن رئيس الجمهورية يقول عنهم إن الواحد منهم بعشرة من الطيارين الإسرائيليين جعل معنوياتهم في السماء وعندما تم تعديل الحسابات فعلا كانت النتيجة أن القوة الجوية المصرية ضعف القوة الجوية الإسرائيلية أضف لذلك أن عقيدة الطيار المصري الذي يريد استرداد أرضه المغتصبة تختلف عن عقيدة الطيار الإسرائيلي الذي يحارب ليغير ويحتل أرض الغير وكان ذلك في صالح الطيار المصري.
نقطة أخري مهمة أن الفكر الروسي في الحروب الجوية لم يكن يصلح مع الفكر الأمريكي الذي كان يعتمد علي الكمائن الجوية.. وكان طيارونا في حرب الاستنزاف يمارسون التكتيك الروسي وعرفوا التكتيك الامريكي من خلال الاشتباكات الجوية فخلطوا التكتيكين وأضافوا عليهما التكتيك الباكستاني واستخرجوا منهم جميعاً التكتيك المصري الذي ميزنا في حرب أكتوبر وعلمونا كيف نقتل الطيار المعادي بطريقة لا يعرفها هو وطبقنا فعلا نظرية "NO HOW" التي تعني لا تسأل كيف أي بمعني آخر "سر الطبخة" المصرية في القتال الجوي.
التكتيك الروسي يعتمد علي المواجهة المباشرة والامريكي يعتمد علي الخداع والباكستاني اعتمد علي استخدم الطائرة في سرعة منخفضة جدا حتي السرعة صفر عكس ما قاله الروس الذين صنعوا الطائرة الميج حيث حذروا من خطورة الطيران بها بسرعة أقل من 150 كيلو في الساعة كل ذلك مع التحكم في الطائرة.
في أحد الاشتباكات التي دخلت فيها فوق بورسعيد ضد طيار مرتزق من جنوب أفريقيا علي الطائرة الميراج وصلنا في المناورات إلي السرعة مائة كيلو في الساعة ونمر من بعضنا حتي انتهي الاشتباك دون ان يسقط أي منا الآخر وذلك بفضل تدريبنا علي السرعات المنخفضة ولولا ذلك لكان أسقطني هذا الطيار بسهولة.
لقد اشتركت في 48 طلعة جوية طوال 19 يوم حرب من 6 أكتوبر حتي 24 اكتوبر ودخلت 7 اشتباكات جوية مع جميع أنواع الطائرات الإسرائيلية وأسقطت طائرتي فانتوم يومي 14 و15 أكتوبر وحصلت علي نجمة الشرف عن مجمل أعمالي.
يوم 14 اكتوبر شهد أطول معركة جوية وأسقطت الفانتوم وكان المشهد كالتالي.. كان المطار يتعرض للضرب وكان هناك تشكيل من 4 طائرات يستعد للإقلاع.. فأقلع قائد التشكيل ثم رقم 2 ثم رقم 3 وكنت أنا رقم 4 وبمجرد الإقلاع لم نر بعضنا. وبعد أن رفعت عجل الطائرة فوجئت بطائرة فانتوم ترتفع لأعلي وتحاول الهبوط أمامي فألقيت بخزانات الوقود الثلاثة وبقي معي خزان واحد لتخفيف وزن طائرتي حتي يسهل قيامي بمناورات الاشتباك.. ودخلت خلف الطائرة الفانتوم وبمجرد أن اقتربت منه بعد تنفيذه دوراناً خفيفا ناحية اليسار وقبل أن أضربه تذكرت أهم درس طيران من أستاذي وهو أن أنظر خلفي قبل أن أضرب أي طائرة.. وعندما نظرت وجدت طائرة فانتوم أخري تقترب مني جدا وبالحجم الطبيعي وعلي وشك أن تطلق صاروخاً نحوي.. هنا وبكل ما أوتيت من قوة نفذت دوراناً حاداً جداً جهة اليمين وكنت لحظتها أمام احتمال من ثلاثة.. إما أن تنشطر الطائرة نصفين أو أن يضربني الطيار الآخر أو أن أفلت منها.. وهذا ما حدث فعلاً.. أفلت منه وبعد أن مر بجواري أصبحت خلفه بحركة معينة مني.. ثم انخفض لأسفل وظللت وراءه حتي أطلقت صاروخاً وأصبت طائرته وأسقطتها.
* كيف تري مستوي الطيار المصري مقارنة بطياري العالم وخاصة الأمريكي والإسرائيلي؟
** صاحب أعلي إحساس بالطيران في العالم هو الطيار الهندي ثم يأتي بعده الطيار الباكستاني وإذا حسبنا الهند وباكستان دولة واحدة فإن الطيار المصري يأتي في المرتبة الثانية علي مستوي العالم وإذا حسبناهما دولتين يكون الطيار المصري رقم "3" من حيث قدرة الاحساس بالطيران وهذه حقيقة علمية.. فالطيار أساسه موهبة ينميها بالتدريب.. فليس كل شاب في العالم يصلح لأن يكون طياراً.. فنحن ندخل الكلية الجوية مائة طالب ليتخرج منا عشرين مثلا أما الباقون فليس لديهم إحساس طيران. ويظهر تفوق الطيار المصري حتي في الطيران المدني عندما تجد الطيار المدني المصري يهبط بطائرة الركاب بمنتهي الهدوء والبطء بعكس الطيار الاجنبي الذي يهبط بها وكأنه يكاد يصطدم بالأرض لذلك تجد الركاب يصفقون للطيار المصري عندما يهبط هذا الهبوط الرائع بطائرته المدنية.
لذلك استعنا بمدربي الطيران الهنود قبل حرب أكتوبر لانهم أفضل مدربي طيران في العالم. ويأتي ترتيب الطيار الامريكي بعد الطيار المصري أما الإسرائيلي فيأتي بعدنا بمراحل لأن الطيار الإسرائيلي ليس اسرائيليا ولكنه قادم من دول أخري.
* كيف تري المنطقة العربية الآن.. وإلي أين تذهب؟
*. خذ خطاً بين سوريا والعراق وانزل به تجاه اليمين ثم إذهب به إلي ليبيا ثم عد لسوريا تجد نفسك قد شكلت مثلثا. وتجد مصر واقعة في منتصفه بالضبط وكل ما حولها يمثل تهديداً لها.. هناك لعب في الجنوب عند السودان ولعب في سوريا وفي الشمال وفي ليبيا واليمن.. وكنت أول من طالب بتشكيل قوة جوية عربية مشتركة والقوة الجوية العربية المشتركة المزمع تشكيلها قريباً جداً مكونة من مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت.. فنحن لدينا طائرات "إف 16" وعدد كبير من الطيارين وعدد أفراد قوات مسلحة كبير والسعودية عندها الطائرة "إف 15" ليست لدينا وهي طائرة استراتيجية تحقق السيطرة الجوية والسعودية لديها أيضا طائرة تموين في الجو ليست عندنا. نفس الشئ بالنسبة لطائرة القيادة والسيطرة "أواكس" لدي السعودية وليست لدينا. الكويت لديها "إف 18 هورنت" والإمارات لديها الطائرة "ميراج 2000/9" خطيرة جدا تسبق الرافال بشئ بسيط.. ونحن لدينا "ميراج 5" كما أن السعودية لديها الطائرة "تايفون" الاوروبية.
هذه التوليفة غير موجودة في إسرائيل.. لذلك تعطينا ميزة مهمة جدا وتفوقا نوعيا علي إسرائيل لذلك فإن إسرائيل مرعوبة الآن من القوة الجوية العربية المشتركة.
هل تعلمون أن الولايات المتحدة عندما امتنعت عن تسليم طائرات "إف 16" والمعونة العسكرية لمصر فإن الدولة الوحيدة التي توسطت لدي أمريكا للإفراج عن هذه الطائرات هي إسرائيل حتي لا يختل ميزان القوي في المنطقة لصالح مصر إذا لجأت إلي تنويع مصادر السلاح وحصلت عليه من روسيا وفرنسا.. وقد حدث فعلا أن تم الإفراج عن طائرات "إف 16" والمعونة العسكرية المقدرة ب1.3 مليار دولار. وبالفعل فإن ميزان القوي في المنطقة الآن يسير لصالح مصر.
ورغم ذلك لا يجوز عدم الاعتماد علي الولايات المتحدة نهائياً ولكن التعامل معها يكون في إطار المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل دون فرض إملاءات كما كان في الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.