قبل أن تتوه جماهير الأهلي في فرحتها ببطولة الدوري. وبقاء الدرع في بيته.. وتعوم علي عومها البرامج الفضائية التي تهيص في الزفة. وتشبع في الجنازة لطماً.. أذكركم أن بطولة الدوري هذا الموسم لها طعم خاص ومذاق مختلف. ولم تكن أبداً كسابقاتها الخمس الأولي من تلك السباعية التي اكتملت مؤخرا في مباراة المقاولون.. فالخمس الأول كانت تنسب لمانويل جوزيه الذي استطاع ان يصنع فريقا ذهبيا وماسيا وألماظيا. فاز معه ب 19 بطولة مختلفة. منها 5 دوريات بالاضافة إلي المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية ثلاث مرات.. ثم جاء حسام البدري ليبقي علي اللقب في أصعب ظروف يمكن أن يواجهها فريق. وسط شكوك لا حصر لها بعد رحيل جوزيه وتراجع مستوي أداء معظم نجوم الفريق بحكم السن ودخول عناصر جديدة. وربما قديمة مثل محمد شوقي وحسام غالي. لكنها كانت تحتاج إلي الوقت لتتجانس مع الفريق.. ومع ذلك نجح البدري في الابقاء علي الدرع في القلعة الحمراء. رغم وجود أكثر من منافس. بمن فيهم الزمالك مع حسام حسن أيضا.. والكل يعرف توابع الأحداث التالية. حيث دخل الفريق في حالة انعدام وزن من بداية الموسم الحالي. مع البدري الذي كان سييء الحظ في الكثير من المباريات.. وتولي الكابتن زيزو المسئولية بشكل مؤقت خلفا للبدري. وتمهيدا لجوزيه. واستطاع عبدالعزيز عبدالشافي أن يعبر بالفريق أهم قنطرة وعقبة في سباق الدوري. وهي مباراة الزمالك في الدور الأول. والتي انتهت بالتعادل. وخرج منها فريق الأهلي صلبا وبمعنويات جيدة جداً. مختلفة عن معنوياته في بداية الموسم.. هذه المباراة. لو كان الأهلي خسرها. لخسر سباق المنافسة علي بطولة الدوري. وما كان سينفع معه جوزيه أو غيره.. لقد كانت مباراة القمة "106" بمثابة الدرج الأول الذي صعد عليه لاعبو الاهلي للفوز بالبطولة والاحتفاظ باللقب للمرة السابعة علي التوالي.. لأن روح اللاعبين انتقلت بعد التميز في المباراة. من حالة اليأس الي الاقتناع بأنهم الكبار. وكل المنافسين الآخرين في المركز التالي لهم. إذاً. لا يمكن نسيان فضل حسام البدري. الذي أبقي علي درع الدوري في الأهلي. ورحل عندما عانده الحظ وجانبه التوفيق.. وعبدالعزيز عبدالشافي الذي سلم جوزيه فريقاً مستعدا من الناحية النفسية والمعنوية للكفاح من أجل البطولة. رغم التأخر الذي حدث في البداية. تبقي محطة يجب أن نتوقف عندها قليلا.. وهي أن الأهلي ليس بالفريق "السوبر" في الوقت الحالي. كما كان في عصره الذهبي قبل سنوات.. وسر فوزه بالبطولة هذا الموسم. كما قال حسن حمدي رئيس النادي. كان في إرادة اللاعبين وقوة المساندة من جماهير الاهلي للاعبيها.. ولكن هناك عاملا ثالثا. وهو قلة ذكاء المنافسين. وأقصد تحديدا الزمالك والاسماعيلي مع خالص احترامي ذلك انهما فريقان كبيران لكنهما انشغلا بصغائر الأمور وأثارا مشكلات فرعية. وتركا الاهلي ينطلق من الخلف للأمام بكل قوة مستهدفا البطولة في صمت حتي تحققت بهدوء وبسر غريب!!