يعد استدعاء وزارة الخارجية للسفير الأمريكي حدثاً هاماً وربما تاريخيا فهذا لم يحدث منذ زمن طويل لكنه يؤكد قوة الإدارة السياسية واستقلالها وتوازنها في العلاقات مع الدول وأن إرادة مصر من شعبها ومما تردد عن أسباب الاستدعاء أكد خبراء السياسة أن تسجيل اعتراض الحكومة المصرية علي زيارة شخصيات إخوانية إلي واشنطن رغم اعتبارهم جماعة محظورة غير مألوف والاحتجاج علي أي من المواقف التي لم ترض الحكومة المصرية عرف دبلوماسي وإذا كان هذا الاستدعاء من شأنه الاعتراض علي ما تداولته منظمة هيومن رايتس واتش فهذا يتطلب تفاعلاً دورياً من منظمات حقوق الإنسان المصرية للرد علي ذلك. د. إكرام بدر الدين "استاذ ورئيس قسم علوم سياسية جامعة القاهرة" يقول: في العرف الدبلوماسي يعتبر استدعاء السفير من جانب دولة المقر احتجاجاً علي تصرف أو سلوك من الجانب الأمريكي ويعد استدعاء وزارة الخارجية للسفير الأمريكي حدثا هاماً لم يحدث منذ زمن طويل وتفسيره أن مصر تتمتع بالاستقلالية والتوازن في اتخاذ قراراتها مع جميع الدول دون مراعاة للجانب الأمريكي أو غيره. أكد أن ما يتردد عن زيارات إخوانية إلي واشنطن لا يمكن اغفاله والتغاضي عنه لأن قواعد الدبلوماسية تقضي بعدم التعاون مع جماعات إرهابية فهذا غير مألوف ويعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي. د. محمد كمال "استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة": استدعاء السفير الأمريكي بالقاهرة ليس له علاقة بتقرير منظمة "هيومن رايتس واتش" ولكن الهدف منه هو الطلب من الحكومة الأمريكية عدم استقبال الوفد الإخواني بواشنطن أو أي مؤسسة أمريكية وتذكير السفير بمواقف الإخوان الداعية للعنف وتذكيره بأن هناك مواقف سابقة لاستقبال وفود من الإخوان بواشنطن. أضاف: التقارير الخاصة بمنظمات حقوق الإنسان الدولية لا تعرض الصورة كاملة ولا تتواصل مع مؤسسات الدولة المعنية بتقرير حقوق الإنسان وتركز علي جانب واحد ومن المعروف أن "هيومن رايتس واتش" تغطي اهتماماً بمصر وبمنطقة الشرق الأوسط والمشكلة الأساسية لهذه التقارير أنها لا تعطي قدراً من الموضوعية والتوازن ووزارة الخارجية الأمريكية في أحيان كثيرة تستند لتقارير المنظمة وأيضاً لها تأثير داخل الولاياتالمتحدة والإدارة الأمريكية نفسها وتابع قائلاً: المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر عليه دور كبير في عرض وجهة النظر الصحيحة بدلا من تضييع الوقت في قضايا هامشية. د. جهاد عودة "رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان" يقول إن السياسة الأمريكية تنتهج نفس النهج السابق حيث تظل تناصر كل من يعمل ضد النظام المصري والاستقرار لذلك كان قيام الحكومة باستدعاء السفير الأمريكي في القاهرة أمراً ضرورياً ويكون التعامل معه وفقاً للمنوط به في السياسة المصرية. استنكر عدم دعوة مصر إلي مؤتمر السبعة رغم استدعاء تونس والعراق ونيجيريا وغيرها. وكان المؤتمر عن الإرهاب فهل السياسة الخارجية الأمريكية تعمل علي استبعاد مصر دون مبرر لذلك؟. د. أحمد عز الدين "خبير في الشئون السياسية والاستراتيجية": ما يحدث من تقارير وبيانات للمنظمات الدولية والصحافة الغربية والاقليمية تحت مسمي حقوق الإنسان ما هو إلا جزء من الحرب الشاملة ضد مصر ومحاولة حصارها بشتي الطرق وللعلم فإن حقوق الإنسان في مصر تكاد تكون من أفضل الدول بالمنطقة فالمسألة ليست حقوق إنسان وإنما اجبار مصر علي تغيير استراتيجيتها والرضوخ للاستراتيجية الأمريكية فهناك حملة منظمة وأجهزة مخابرات دولية تقف خلف هذه المنظمات. أضاف: استدعاء السفير الأمريكي هو استدعاء دبلوماسي للاعتراض علي موقف معين وأن هناك سلوكاً خارجاً عن العادات الدبلوماسية المعروفة ومصر لا تقبل بذلك والخبر في حد ذاته باستدعاء السفير الأمريكي يعني أن مصر دولة ذات استقلال وطني وكافة الدول تقف في مرتبة واحدة لا يتم المفاضلة بين دولة وأخري مما يكرس الكرامة الوطنية لمصر. د. ياسين لاشين "استاذ الرأي العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة": أكد أن الأمريكان ينتقدون كل من يعارض سياستهم لأنهم يساندون النظام الذي ينفذ إرادتهم السياسية حيث اعتقدوا من عهد الرئيس المخلوع مبارك وحتي في عهد مرسي أن مصر تتبع السياسة الأمريكية لكن الرئيس السيسي يتبع إرادة الشعب بغض النظر عما تريده أمريكا!! أشار إلي أن استدعاء السفير الأمريكي لمناقشة سبب زيارة شخصيات إخوانية لواشنطن لحضور مؤتمر هناك وعدم الرضا عن التعاملات الأمريكية مع جماعة الإخوان المحظورة فهذا لا يكفي لكن لابد من عدم السماح لكل مصري يريد التعامل مع أمريكا ضد مصلحة بلده ويقبض ثمن ذلك فعلي السلطة المصرية رفض التصريح له بالدخول للأراضي المصرية عند عودته حتي يظل هناك يعمل لحساب أمريكا كما يشاء!! أشار لاشين إلي أنه عاش سنوات طويلة في أمريكا وحصل علي الدكتوراه في الرأي العام ومن خلال الفترة التي قضاها هناك يعي جيداً أن مجيء الرئيس عبدالفتاح السيسي أفسد مخططات أمريكا في تفتيت الشرق الأوسط خاصة مع قيام السيسي بتكوين قوة عربية مشتركة ليكون هناك تحالف عربي قوي يعوق أي تحركات خارجية كما أكد أن أمريكا تحاول أن تخترق مصر بعدة طرق إما عن طريق التعامل مع جماعات معادية للنظام أو خلق مشاكل للنظام القائم أو إثارة الإعلام الأجنبي للتشكيك في القيادة السياسية وتوجهاتها مثل "تقرير هيومن رايتس ووتش".