نص دستور مصر علي أن الإسلام دين الدولة. رغم أن الدولة كما جاء في هذا الدستور "دولة مدنية وتخضع في كل أمورها للحكم المدني".. لكن يظل الإسلام هو دينها طبقاً لهذا النص. وليس معني أننا نتغاضي عن تطبيق بعض أحكام الشرع مثل: قطع يد السارق. أو رجم الزاني. أو غير ذلك من فرعيات الشريعة. أن نسقط كل أحكام الشرع في كل تعاملاتنا.. ويبقي حرص الدولة علي تأمين حياة الناس بتطبيق نص من نصوص الشرع. وهو حكم الإعدام علي كل من قتل نفساً بغير حق. الدكتور محمد الجندي. محامي السيد حبيب العادلي. وزير الداخلية الأسبق. طالب في حوار تليفزيوني بإلغاء عقوبة الإعدام مثل باقي الدول المتقدمة. معللاً ذلك بأن مصر يحكمها قانون مدني!! ثم أضاف: نحن لا نطبق الشريعة الإسلامية.. وقانوننا مدني.. ومن الوارد أن يتم إعدام أشخاص. ثم يتبين فيما بعد براءتهم.. وتساءل: فماذا سنصنع وقتها؟!! معني هذا يا دكتور محمد أن القاتل يمكنه أن يمارس القتل في أي شخص. وإذا قبض عليه سوف يعيش حياته في السجن المؤبد لمدة 25 عاماً.. فإذا كان صغير السن يخرج بعد ذلك ويمارس حياته الطبيعية. صحيح أن السجن مقيد للحرية. ويمنع القاتل من ممارسة حياته بصورة طبيعية. مثله مثل بقية الناس الأحرار.. لكنه إذا تم إلغاء عقوبة الإعدام سوف يشعر بسعادة نسبية لأنه أفلت من حبل المشنقة.. ويبقي أمله في الحياة موجوداً إلي أن يتم الإفراج عنه!! أنت ضربت المثل يا دكتور بأنه يمكن إعدام شخص لجريمة ارتكبها. ثم تبين بعد ذلك أنه بريء.. فماذا سنصنع عندئذي؟!.. وأرد عليك يا دكتور بأنه في حالة الحكم بإعدام شخص يكون بإجماع أعضاء هيئة المحكمة.. ويكون كلهم علي قناعة به من خلال الأوراق الدالة دلالة قاطعة علي أن هذا الشخص يستحق الإعدام. لأنه قتل نفساً بغير نفس. ونحن من جانبنا نريد أن نوضح لك.. إذا رأيت شخصاً يقتل إنساناً متعمداً مع سبق الإصرار والترصد.. وشاهدته بعينيك وهو يقوم بهذه الجريمة. فهل تتركه هكذا وقد أزهق حياة شخص ليعيش داخل السجن ولديه أمل الخروج منه في أي مناسبة؟! ما رأيك يا دكتور محمد الجندي فيمن قتلوا ضباط وجنود قسم شرطة كرداسة. وأزهقوا حياة 11 رجلاً من رجال الأمن لا لشيء إلا لأنهم رجال شرطة؟!.. هل يستحقون الاعفاء من حبل المشنقة. ما رأيك في عمليات الغدر التي يقوم بها الإرهابيون للفتك بجندي أو ضابط شرطة. أو أفراد من قواتنا المسلحة. وهو يقوم بهذا العمل مع سبق الإصرار والترصد. ويتم القبض عليه ويعترف اعترافاً صريحاً بعد شهود العيان بأنه قتل إنساناً مسلماً بحجة أنه يقيم شرع الله؟! كتبت هنا منذ ثلاثة أيام تقريباً مقالاً بعنوان: هل يقبل الله توبة هذا الإرهابي؟!.. بعد أن اعترف أحدهم كتابة بخط يده أنه قتل كثيراً من المسلمين علي اعتبار أنهم طواغيت.. ثم يجيء في النهاية ويعلن توبته.. فهل يقبل الله هذه التوبة وهو أحكم الحاكمين؟! ما رأيك يا دكتور محمد فيمن يقتل أباه أو أمه لأتفه الأسباب.. نشرت الصحف أخيراً أن شاباً قتل أباه لأنه كان يأخذ منه النقود ويشرب بها مخدرات.. فلما امتنع الأب قتل الابن أباه بدم بارد.. هل نكتفي بمجرد سجنه؟! ما رأيك فيمن قتل بناته الثلاث بإحضار ثعبان سام ليقتلهن واحدة بعد الأخري؟!.. وما رأيك فيمن قتل أبناءه الثلاثة بتهشيم رؤوسهم واحداً بعد الآخر أيضاً؟!! كل يوم يا دكتور محمد تقرأ العديد من حوادث القتل المتعمد.. فما بالك إذا عرف القاتل أنه لن يحكم بموته؟!! هل أذكركم بقول الله تعالي في قرآنه الكريم: "ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض. فكأنما قتل الناس جميعاً".. وقوله تعالي: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس".. و"ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق".. و"ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها" "صدق الله العظيم".