لا يختلف اثنان علي نجاح المدرب البرتغالي مانويل جوزيه مع فريق الأهلي لكرة القدم. إذ انه حصد معه كل البطولات الممكنة خلال السنوات السبع الأخيرة. وأكثرها صعوبة هي بطولة الدوري الأخيرة التي كان الفوز بها صعباً للغاية. حيث قاد جوزيه الأهلي في منتصف الموسم والزمالك متفوقاً ومحلقاً بالصدارة بفارق ست نقاط في الوقت الذي كان فيه الأهلي متذبذباً في أدائه. ونجاح جوزيه ليس سببه فقط كفاءته في عالم التدريب من الناحية المهنية. وإنما من الناحية الشخصية. وهو خارج الملعب مايسترو قدير يقود اللاعبين ببراعة نحو التألق وبذل الجهد في الملعب. فهو صاحب شخصية كاريزيمية. ورغم أنه عصبي للغاية داخل الملعب ويوجه الكثير من الانتقادات العنيفة ضد خصومه وحتي لاعبيه إلا أنه شخص محبب جداً من عدد كبير من اللاعبين الكبار والصغار علي حد السواء. فالمدرب المخضرم سريع العاطفة يتأثر بسرعة ويسهل سقوط دموعه مثلما شاهده الكثيرون عندما توفي اللاعب محمد عبدالوهاب حيث تأثر جوزيه وتحدث عن رحيل هذا اللاعب بألم وحزن شديدين. وله إسهامات خيرية كثيرة كما يقول المقربون منه ولا يعلن هو عن ذلك. ولا يغيب عن أحد أنه يدفع كثيراً ثمن عناده. لأنه يحترم كلمته مهما كان الثمن. والمدهش في الأمر أنه يسهل عليه التراجع والاعتذار مثلما فعل ذات مرة وهو علي الهواء مباشرة في برنامج تليفزيوني مع أحمد شوبير حينما اعتذر لاستغنائه عن لاعبه السابق إسلام الشاطر نجم حرس الحدود حالياً حيث وجه إليه دعوة علي العشاء مع زوجته. وجوزيه عاطفياً مع الجمهور فهو يتبادل التحية مع مشجعي الأهلي أثناء التدريب وقبل المباريات. ويتذكر الجميع كيف كان الوداع حاراً عندما لعب الأهلي مباراته الأخيرة العام الماضي تحت قيادته. ويومئذ كانت الدموع تنهمر من عينيه. وهذه العاطفة تظهر أيضاً بارتباطه العميق بزوجته وأسرته. فقد سافر خلال الموسم الحالي مثلاً إلي البرتغال ليطمئن أسرته علي حاله بعد ثورة 25 يناير. وكان من قبل قد طلب إعفاءه من مهمته بالأهلي لرغبته في البقاء إلي جانب والده الذي توفي فيما بعد. باختصار مانويل جوزيه نجاحه الكبير مرتبط بشخصيته العاطفية المتحمسة إلي جانب ذكائه التكتيكي في الملعب.