من المؤكد أن سقوط أعضاء مكتب الارشاد محمود غزلان المتحدث الرسمي للإخوان ومسئول عمليات رابعة وعبدالرحمن البر مفتي الجماعة وعبدالعظيم الشرقاوي ممثل شمال الصعيد كان ضربة موجعة للإخوان. والسؤال الذي يفرض هنا: كيف سقطوا بعد سنتين من الهروب؟؟.. هل بالتحريات الناجحة لجهاز الأمن الوطني أم بالخيانة والوشاية..؟؟ هناك شبه إجماع علي استبعاد "التحريات".. إذ أين كانت هذه التحريات وغزلان يختبئ شهوراً طويلة في قري الجيزة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة؟؟.. وأين كانت وهو يهرب من مصر إلي قطر؟؟.. وأين كانت حينما عاد منها إلي غزة؟؟.. بل وأين كانت عندما دخل من القطاع عبر الانفاق وقطع سيناء كلها حتي استقر في 6 أكتوبر..؟؟ وأين كانت هذه التحريات و"البر" ينتهج نفس الأسلوب في الهروب والتخفي؟؟.. وأين كانت وهو يهرب إلي تركيا سراً؟؟.. بل وأين كانت حينما عاد منها سراً أيضاً حتي استقر بنفس الشقة التي قبض عليه فيها..؟؟ مؤكد هناك تقصير أمني فادح.. ولذا.. فإن الأقرب إلي العقل والمنطق ما قيل من أن محمد طه وهدان عضو مكتب الارشاد كان كلمة السر في سقوط أعضاء المكتب الثلاثة. السيناريو الذي يفرض نفسه بقوة.. أن "وهدان" بعد القبض عليه علي طريق المحور بالصدفة البحتة.. انهار واعترف بجرائمه مع "أول شخطة" فيه بل وأرشد عن المكان الذي يختبئ فيه ثلاثي أضواء الارشاد غزلان والبر والشرقاوي. لكن.. رغم تقصير الأمن في كشف مخبأ الثلاثة طوال سنتين.. فيجب أن نثمن الخطة الناجحة للقبض عليهم.. فقد كان وارداً جداً هروبهم إذا استشعروا أي خطر علي بعد لولا اتخاذ "الأمن" كامل الحيطة والحذر والسرية في محاصرة المنزل المختبئ فيه الثلاثة بل وكل الشوارع المؤدية إليه وأيضاً المنطقة بأسرها مما سهل مفاجأتهم والقبض عليهم دون مقاومة ومعهم خطة حرق مصر..!! عموماً.. أياً كانت الكيفية التي سقط من خلالها الثلاثة فإنها كما قلت ضربة موجعة للإخوان ستعرقل حتما خططهم لفترة طويلة حتي يقوموا بعملية "إحلال" بنفس الكفاءة. فقط.. لي ثلاثة مطالب: * الأول.. الإعلان أولاً بأول عن الاجراءات القانونية التي ستتخذ ضد مجموعة "3 « 1" الأخيرة.. غزلان والبر والشرقاوي ووهدان سواء من حيث الأحكام الصادرة ضدهم أو ضد بعضهم غيابياً ومنها حكمان بالإعدام. * الثاني.. الإعلان أيضاً عن التهم الموجهة ضدهم تفصيلياً وبالأدلة حتي يعرف القاصي والداني ومن منطلق الشفافية جسامة ما ارتكبوه.. إلا لو كانت معلومات تمس الأمن القومي ولا يجب الافصاح عنها في الوقت الحالي.. فنحن نقدر هذا تماماً. * الثالث.. التحقيق معهم ومحاكمتهم أمام النيابة والقضاء العسكريين فيما عدا القضايا المتهمين فيها والمتداولة فعلاً أمام القضاء العادي.. فنحن في حالة حرب حقيقية وكل المواقع في حماية الجيش وهو ما يعتبر تلك المواقع في حكم المنشآت العسكرية وفقاً للدستور. والله المستعان.