في فضيحة جديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قلعة الفساد الرياضي الأولي في العالم والذي شبهته وزارة العدل الأمريكية بمنظمات مافيا تجار المخدرات والسلاح والإرهاب العالمية تم اعادة انتخاب الثعلب السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيسا للفيفا لدورة خامسة عندما فضل منافسه الأمير علي بن الحسين الانسحاب في جولة الإعادة للتصويت بعد أن كانت الجولة الأولي قد انتهت بحصول بلاتر علي 133 صوتا مقابل 73 صوتا للأمير علي أغلبها من قارة أوروبا التي أعلنت تأييدها له بجانب أصوات بعض الدول العربية والأمريكية بينما ذهبت أصوات قارتي آسيا وأفريقيا إلي السويسري زعيم عصابة الفيفا بعد أن نجح معاونوه بقلعة الفساد في حشد الأصوات لصالحه لتبقي كرة القدم غارقة في مستنقع الفساد الذي تعاني منه منذ 20 عاما تقريبا.. المثير للأسف والدهشة معا أن فضيحة إعادة انتخاب رأس الأفعي بلاتر جاءت بعد الفضيحة الكبري التي تفجرت حول جرائم الفساد بالفيفا ب 48 ساعة فقط وشهدت القاء وزارة الداخلية السويسرية القبض علي "9" أعضاء من قيادات الفيفا من مقر اقامتهم بمدينة زيورخ السويسرية مقر الفيفا بتهم تقاضي الرشاوي وغسيل الأموال والفساد الإداري والمالي في عمليات التسويق والبث التليفزيوني وتسهيل اسناد تنظيم بطولات كأس العالم لكرة القدم لدول بعينها خاصة فيما يتعلق باسناد مونديالي 2018 و2022 لكل من روسيا وقطر حيث قام محققون من النيابة السويسرية باقتحام مقر الفيفا ومصادرة وثائق وبيانات الكترونية وهي مستندات تدين روسيا وقطر ولعل هذا الزلزال الذي ضرب عرش دولة الفيفا وهز أركانها في الساعات الأخيرة يعد المرة الأولي التي يتم فيها كشف المستور حول ما يرتكبه بلاتر وعصابته من جرائم فساد ورشاوي وغسيل أموال فالعالم بأسره كان علي يقين أن الفيفا يمثل قلعة الفساد الرياضي الأولي علي سطح الكرة الأرضية ولكن كان ينقصه دائما البراهين والقرائن والأدلة حتي تفجرت هذه الفضيحة التاريخية وتكشفت الكثير من الخيوط.. وهو ما أحدث ردود أفعال واسعة سياسية ورياضية علي مستوي العالم فقد طالب ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا ومنظمة الشفافية الدولية بلاتر بالاستقالة والابتعاد تماما عن المشهد الكروي العالمي بينما أعلن ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي دعمه للأمير علي بن الحسين في الانتخابات بعد اقتراحه تأجيلها لمدة 6 شهور بينما وصف مارادونا أسطورة الكرة الأرجنتينية والعالمية بلاتر بأنه "لص" بثلاث لغات.. ورغم تلك الأحداث الخطيرة والصورة السوداء للفيفا وقعت الفضيحة الجديدة والمفاجئة بإعادة انتخاب بلاتر ليتأكد لنا أن دولة الشر والفساد بالفيفا مازالت متماسكة وتقاتل بشراسة للدفاع عن مصالحها وانها عصابة تجيد ترتيب أوراقها واحكام سيطرتهم علي الجمعية العمومية خاصة الدول الفقيرة منها وكيفية شراء أصواتها مثلما أجادت تلك العصابة علي مدار ال 20 عاماً الماضية ترتيب أوراق الفساد حتي فجرتها مؤخرا وزارتا العدل في كل من أمريكا وسويسرا.. والسؤال الملح الذي يفرض نفسه بعد بقاء بلاتر لدورة خامسة علي عرش منظمة الفيفا الفاسدة هل سوف تستمر دولة الشر الكروية في العالم.. أنا شخصيا أجيب بثقة "لا لن تستمر" فإذا كانت التحقيقات الأولية لم تطل بلاتر حتي الآن لكنها سوف تدينه حتما مع اكتمالها لأنه من غير المعقول أن يكون كل من حوله فاسدين وهو الوحيد الملاك.. فالمثل الشعبي يقول "الحجر الداير لابد من لطه".