حالة من الانهيار تشهدها قصور الثقافة بالإسكندرية منذ سنوات بعد أن عانت سلسلة من الإهمال ونقص ميزانيات دعم الأنشطة الثقافية بالقصور أو تطوير المباني وصيانتها لتتحول إلي مجرد مكاتب لمجموعة من الموظفين وأنشطة علي الورق دون أي جدوي أو فعاليات ثقافية علي أرض الواقع. يقول محمد حمدي مدير فرع ثقافة الإسكندرية السابق إن المحافظة تواجه كارثة ثقافية بسبب غياب القصور والمراكز الثقافية. مشيراً إلي أن عدد المراكز الثقافية بالإسكندرية تصل إلي 12 مركزاً ولا يعمل بها سوي قصر ثقافة الشاطبي وذلك بعد غلق قصر ثقافة الأنفوشي منذ عام 2009 بسبب الترميمات والصيانة وتكلفته التي تصل إلي 34 مليون جنيه ولم يفتتح حتي الآن بعد تأخر أعمال ترميمه بسبب الأحداث السياسية التي جرت خلال السنوات السابقة. بالإضافة إلي قصر ثقافة القباري المعطل بسبب حاجته إلي أعمال ترميم وتطوير وقصر ثقافة مصطفي كامل يحتاج إلي ميزانية تصل إلي 470 ألف جنيه لصيانته وقصر ثقافة برج العرب المعطل بعد انهيار سقف المسرح الخاص به وباقي القصور الثقافية عبارة عن شقق سكنية ولا يتوافر لها أي إمكانيات أو مسارح لتنظيم عروض مسرحية مما جعل الإسكندرية خالية من المسارح التابعة للهيئة وقيام الفرقة القومية لمحافظة الإسكندرية بتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية لأنها لم تجد مسرحاً للعرض عليه. أضاف حمدي أن الميزانية التي تخصصها الوزارة غير كافية لصيانة هذه المنشآت ويتم صرفها للاقليم بالكامل الذي يضم خمس محافظات وهي المنوفية والغربية والبحيرة والإسكندرية ومطروح. لافتاً إلي أن دعم المكتبات الثقافية بالإسكندرية لا يتجاوز الثلاثة آلاف جنيه وميزانية تنمية مهارات الأطفال 4 آلاف جنيه ولا شيء في الميزانية لصيانة وترميم المنشآت الثقافية. مطالباً بوضع استراتيجية ثقافية وتدخل قوي من الدولة بإنشاء قصور ومراكز ثقافية قادرة علي نشر المعرفة واستقطاب الشباب. يضيف محمود قطب مدير قصر ثقافة الشاطبي السابق أن الأزمة الحقيقية التي تواجه الاسكندرية هي افتقار المحافظة للقصور الثقافية بعد غلق قصر ثقافة بولكلي الذي كان يوجد بأحد بلوكات المساكن الشعبية وضمه لقصر ثقافة مصطفي كامل الذي يوجد بشقة سكنية وبالتالي لا يوجد بها مقاومات لتنظيم أو استضافة محافل ثقافية وغلق قصر ثقافة 26 يوليو عقب الثورة وقصر ثقافة أبوقير الذي يعاني من نقص شديد في الامكانيات وقصر ثقافة القباري الذي يحيطه الأشجار والحشائش منذ سنوات إلي أن وصل الأمر إلي زحف الثعابين داخل المكاتب الإدارية به. أضاف قطب أن المنظومة الثقافية بالإسكندرية تحتاج إلي مسئولين لديهم رؤية واضحة لرسم السياسات الثقافية وأفكار يستطيعون من خلالها تفريغ طاقات المثقفين واستقطاب الشباب. مشيراً إلي أن ضآلة المنتج الثقافي خلال السنوات الماضية كان سبباً رئيسياً لظهور الأفكار المتطرفة وانتشار الفكر المتشدد واختفاء وسطية وسماحة الدين وبسبب تقهقر الدور الثقافي ظهرت الجماعات المتشددة التي استقطبت الشباب مستغلة عدم وعيه.