الثورات علي مر التاريخ لها مؤيدون ولها معارضون.. فما من ثورة في العالم إلا هناك من أيدها وهناك من عارضها لكن معارضة الثورات تندرج من الرفض لها والتسخيف من أهدافها إلي محاولات كبح جماحها والتقليل من شأن من قاموا بها. مروراً إلي الكيد لها ومحاولات إجهاضها واذا كان مؤيدو الثورات والداعمون لها من الممكن تصنيفهم إلي درجات. فإن المعارضين لهم أيضا تصنيفات لا يمكن إغفالها بأي حال من الأحوال.. الثورات الحقيقية تطيح بنظم سياسية قديمة وتأتي بنظم جديدة بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلي نشوب هذه الثورات. إلا أنه أشد الناس عداوة لأي ثورة مما يطلق عليهم "الفلول". هذا التعبير الذي ظهر لدينا بعد موقعة الجمل الشهيرة التي حاول فلول النظام من خلالها القضاء علي شباب الثورة في ميدان التحرير باستخدام الجمال والحمير وقنابل المولوتوف يزداد استخدامه يوماً بعد يوم.. يستخدمه الثوار ومؤيدو 25 يناير ويحاول استثماره بقايا النظام بطريقة أو أخري للإساءة لكل الشعب.. معارضو الثورة يقولون إن مصر كلها فلول وأن مصر مبارك التي كانت تحكم بالحديد والنار. كل من كانوا يعيشون علي أرضها كانوا مجرد جنود في جيش هامان.. وهي محاولة للالتفاف حول مضمون التعبير. مصر لم تكن ولن تكون كلها فلول كما يدعي بقايا النظام. الفلول تطلق علي من يحاول إعاقة الثورة عن تحقيق أهدافها للقضاء علي الظلم والطغيان. الفلول هم من يرفضون شعارات الثورة التي رفضت وتطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. الفلول هم من استعادوا وتربحوا وكسبوا او نهبوا من حرام أموال هذا الشعب المسكين. الفلول هم من صحوا من نومهم واكتشفوا ان دولة الظلم قد سقطت إلي غير رجعة وكانوا يتعيشون علي الظلم. الفلول هم الذين لا يرغبون أن يرفع هذا الشعب رأسه ويعيش في حرية وكرامة. الفلول هم من يرفضون العدالة الاجتماعية لأنهم كانوا يلغون في ثروات الأمة دون حسيب أو رقيب.. الفلول هم من اكتشفوا أن مصالحهم في خطر وثرواتهم الحرام في مهب الريح وأن هناك جهازاً يسمي جهاز الكسب غير المشروع يتتبع ثرواتهم وحساباتهم وعقاراتهم في مصر وخارجها هؤلاء هم الفلول الذي يحاولون اشعال النيران كلما هدأت ويلقون بالرعب في الناس كلما اطمأنت قلوبهم.. الشعب المصري يعرف من الحقائق ما يجهله الكثيرون من النخب والمثقفين. الفلول يعرفون أنفسهم جيداً الا انهم يتمتعون ببجاحة لا حد لها وبدلاً من الاختباء وإفساح الطريق للثورة لتحقق أهدافها. تتعالي أصواتهم بالشكوي بأن هناك من يتهمهم بأنهم فلول النظام. فلول إلي اخر مدي.