ساعات قليلة ويتم بتر جزء من عزيز من ارض السودان الشقيق ليصبح دولة "مستقلة ذات سيادة". ويستدعي هذا الحدث المؤلم خواطر عديدة لا حصر لها. فهذا الانفصال الذي يحرم السودان من ربع مساحته جاء في اطار سياسة القوي الكبري التي باتت تبارك حق اي مجموعة في الانفصال لاترضي بالتبعية لدولة ما في الانفصال عنها بقطعة من ارضها دون مراعاة لاي اعتبارات قومية او سكانية او جغرافية. يكفي فقط ان تلتقي مصالحها مع مصالح القوي الكبري واهدافها لتحظي بدعمها. ومصالح القوي الكبري ومن ورائها اسرائيل في تمزيق اطراف السودان الشقيق ليست بحاجة الي توضيح. نحن نشفق علي السودانيين شمالا وجنوبا من المستقبل الذي لا تلوح فيه اية بوادر لامكانية تحقيق سلام بين الشمال والجنوب لوجود عدد من الملفات المتفجرة التي لم يتم حسمها. بل ان اتفاق السلام بينهما المعروف باسم اتفاق نيفاشا الموقع قبل ست سنوات هو في الحقيقة بذرة لصراعات دامية عديدة بسبب ما تضمنه من الجور علي الشمال لصالح الجنوب. وفي مقدمة هذه الملفات بالطبع قضية ابيي التي تدخلت الولاياتالمتحدة واجبرت حكومة الشمال علي القبول باجراء استفتاء حول انفصالها بسبب ثروتها البترولية .كما تحدث قادة الجنوب عن رخاء سيعم جنوب السودان بعد الانفصال لا نظنه سوف يتحقق.