تراجع الطيارين العاملين بشركة مصر للطيران للخطوط الجوية عن استقالاتهم جاء استجابة للرئيس السيسي الذي أدرك ان الأزمة تحتاج إلي تدخله بشكل مباشر واضعا أمام نصب عينيه مصلحة الوطن التي يجب ان تكون في مقدمة الأولويات وكان طبيعيا ان يستجيب الطيارون للرئيس الذي يحمل علي عاتقه مسئولية الوطن ويقدر جهود المصريين جميعاً الذين يحرصون علي مصلحة مصر.. لبي الطيارون نداء الوطن واستجابوا لصوت العقل الذي طالبهم بالعودة إلي صفوف المصريين الشرفاء والتماسك لحين استعادة مكانة شركتهم بين شركات الطيران.. الرئيس السيسي أشاد بموقفهم وطالبهم بدفع شركتهم إلي الأمام وتحقيق الارباح وهي بالفعل تسير في تحقيق هذا الهدف وقريبا جداً ستنهض بفكر وسواعد ابنائها المخلصين. لقد استغل البعض كمية الاستقالات المقدمة إلي الادارة لبدء حملات الهجوم علي الطيارين وانحصرت الاتهامات في طلب زيادة مرتباتهم رغم الخسائر التي تكبدتها الشركة الوطنية منذ ثورة يناير بسبب ضعف التشغيل والتي تجاوزت العشرة مليارات جنيه ومن المفترض ان يقدر ابناء الشركة تلك الازمة التي كانت تتفاقم عاماً بعد عام مما تسبب في انها تكون علي مشارف النفق المظلم لولا خبرة وكفاءة ابنائها المخلصين الذين تحملوا المسئولية وأداروا الأزمة بحنكة فاقت كل التوقعات فكانت النتائج ايجابية وحافظوا علي مكانتها في سوق النقل الجوي الذي يشهد صراعات جمة ومنافسات ضارية وكم من شركات طيران قررت الانسحاب واعلنت افلاسها وهذا أمر واقع يعرفه الجميع وخاصة العاملين بشركات الطيران. أزمة الطيارين كانت تنحصر في قرارات إدارية يري الاغلبية انها مجحفة وتجعلهم في حالة توتر دائم قد ينعكس علي الأداء الذي يتميز به الطيارون بالشركة الوطنية بين طياري شركات الطيران العالمية من هنا كان موقف الادارة في اعادة النظر في تلك القرارات التي تمثل أزمة للطيارين أما فيما يخص المرتبات التي من وجهة نظرهم متدنية مقارنة بالشركات الأخري فيجب ألا نلتفت إلي ذلك لأن المقارنة ليست في صالحهم لأسباب عديدة والمفترض ان يكون الانتماء في المقام الأول وهذا متوفر لدي الطيارين المصريين الذين شاءت أقدارهم ان يكونوا في موضع اختبار فاجتازوه باقتدار لأنهم سفراء مصر في دول العالم يحلقون بطائراتهم التي تحمل علم مصر ويهبطون بها في مطارات العالم. لقد كانت أزمة الطيارين بمثابة سحابة صيف عبرت بهدوء دون ان تترك أثراً لها ليظل دائما وأبداً طيارو مصر للطيران رجالا كما عاهدناهم وقت الشدائد.. ايضا علي الادارة ان تعي الازمة قبل تفاقمها وتحدد اسبابها وتضع الحلول حفاظا علي الشركة الوطنية ولا تستخدم إلا لغة التعاون والتآلف والتحاور وكشف الحقائق وتصويب الاخطاء لأن تلك اللغة تؤدي إلي الوصول لنقطة الامان والتي تعد غاية المصريين جميعاً.