تحتفل الأوساط الصحفية والثقافية والفنية المصرية مع أسرة "المساء" وأقارب وأصدقاء الصحفي والشاعر الكبير كمال عمار بالذكري العاشرة لرحيله.. فقد انتقل إلي جوار ربه في مثل هذا اليوم 12 مايو من عام 2005 إثر غرقه في ترعة الخطاطبة ولم تعثر أسرته علي جثته إلا بعد أربعة أيام من الغرق.. وكان قد أصيب في أواخر حياته بمرض الزهايمر. كمال عمار.. اسمه الحقيقي محمد محمد عمار.. ولد في 12 يوليو عام 1932 بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية ثم انتقل إلي حي السيدة زينب.. تعلم في المدارس الأزهرية وتخرج في كلية اللغة العربية عام 1957 وقبض عليه عام 1959 في أحداث سياسية ودخل المعتقل.. ثم عمل صحفيا في مجلة "كروان" ومنها لمجلة "العالم العربي" وفي ملحق الجمعة بالزميلة "الأهرام" وملحق الزميلة الكبري "الجمهورية" واختتم حياته في جريدتنا "المساء" الغراء والتي استمر بها حتي زمن رحيله. خلال مشواره اتجه إلي كتابة الشعر والأغنيات ونشط في كتابة الأناشيد الوطنية مثل: "الله أكبر.. بسم الله" الذي واكب حرب أكتوبر.. وأغاني المسلسلات الإذاعية والتليفزيون والمسرحيات وأولي أغنياته "علي كوبري قصر النيل" غناء المطربة الكبيرة رجاء عبده بعدما غني له المطرب الكبير إبراهيم حمودة ونجم الغناء الشعبي محمد قنديل.. ولحن له الشيخ سيد مكاوي: "يا نهار نادي يا رجالة. هم وضم ايديك لايديا"..وكتب أغنيات متميزة أثناء حرب أكتوبر غنتها المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة والمجموعة.. ومحمد عبدالمطلب أغنية "الفرح" وعمر فتحي ثلاث أغنيات: "علي مهلك. وقاضي الغرام. ومن غير ميعاد".. وبلغ رصيده في كتابة أغنيات المسرحيات 45 مسرحية مثل: "الجوكر. وافتح يا سمسم. ومولد سيدي المرعب. وراقصة قطاع عام" والعديد من المسلسلات ومنها: "ساكن قصادي". وللإذاعة: "قشتمر. والأستاذ أبوالمكارم". وإلي جانب الأغنيات اشتهر كمال عمار بأنه شاعر مجدد.. كتب الشعر المرسل محافظا علي النسق التفعيلي.. وشعره أقرب إلي الاتجاه الوجداني.. يشيع فيه طابع المناجاة أحيانا.. غير أن الرمز أبرز عناصر تجربته الشعرية.. فأكثر شعره فيه إسقاط علي الواقع ومعانيه السياسية والاجتماعية.. ويعكس فطنه في التلميح بالمعاني.. ويعكس ثقافة واسعة بالتاريخ.. وهو شاعر له قريحة متوهجة.. طلق المعاني.. فياض في أساليبه.. متفرع في إيقاعاته.. حسن السبك.. سلس اللفظ.. صاحب خيال متراوح بين الطريف والمبتكر والقريب والشائع.. له خمسة دواوين مطبوعة هي: "أغاني الزاحفين. أنهار الملح. صياد الوهم. ما أبقت الأيام. من علمك الحكمة يا".. وله قصائد متفرقة نشرت في "المساء" وبعض الصحف والمجلات.. مثل: الأدباء العرب. الشعر.. وكان عضوا في جمعية دار الأدباء ورابطة الأدب الحديث واتحاد كتاب مصر.. ولتميزه وتفوقه حصل علي جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1984 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي عام .1986