تعالت الصيحات في الآونة الأخيرة مطالبة بالدستور أولاً قبل الانتخابات البرلمانية ونسي هؤلاء أن الدستور يحتاج إلي جمعية تأسيسية كي تضع مبادئ الدستور الجديد لمصر.. وهنا تظهر المعضلة فكيف سننشئ لجنة تأسيسية هل هي بالاختيار أم بالانتخاب. فإذا كانت بالاختيار فهذا لن يصلح وسيؤدي إلي المزيد من الانقسامات. فمن الذي سيختار ومن سنختار؟!.. فلن تتفق جميع الطوائف والأحزاب علي اختيار أشخاص بعينهم دون غيرهم. أما إذا كانت بالانتخاب المباشر فستقدم لنا هذه الانتخابات نسخاً من خليط غير متجانس أو مؤهل لصياغة مستقبل مصر.. إذن لم يبق أمامنا إلا الانتخاب غير المباشر وهذا لن يأتي إلا عن طريق البرلمان. وهذا ما يعارضونه.. فكفانا الدوران في حلقة مفرغة فمصر أمامها الكثير. فنرجو من مثقفي مصر وضيوف الفضائيات أن ينزلوا إلي الشارع وينقلوا لنا النبض الحقيقي للجماهير. فلك الله يا مصر!!