يترقب العالم باهتمام شديد القرارات والتوصيات الملزمة للقمة العربية ال "26" بمدينة شرم الشيخ التي تنعقد وسط ظروف بالغة الدقة والحساسية تمر بها المنطقة وربما العالم كله. ملفات عدة كانت محل بحث ونقاش اللجان التحضيرية للقمة في القلب منها الوضع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا. واقرار تكوين قوة عربية للتدخل السريع. وسبل مواجهة الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها اضافة إلي قضية التكامل العربي في شتي المجالات وبالأخص الاقتصادي منه. وغيرها من المواضيع التي تهم الدول العربية وتنعكس إيجاباً علي المواطن العربي. عدد كبير من الخبراء والمحللين السياسيين - إلي جانب مسئولين عرب - أطلقوا علي هذا التجمع العربي رفيع المستوي "قمة الحزم" أو "القمة الاستثنائية" بالنظر إلي نوعية القضايا والملفات المختلفة التي خضعت للمناقشة والطرح علي كافة المستويات وأهمها القضية اليمنية والأزمة السورية. القمة حملت رسالة بالغة القوة تجاه بعض الدول الاقليمية التي تحاول العبث بأمن البلاد العربية وسلامتها وتعمل علي محو التركيبة الجغرافية والسكانية لها. من خلال نشر بذور الصراعات الطائفية والمذهبية ومحاولة جر المنطقة إلي نزاعات مسلحة بهدف تقسيمها وإضعافها. أيضاً أظهرت القمة بجلاء الدعم العربي شبه الكامل لعملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية وبعض دول المنطقة لإعادة الشرعية إلي اليمن بعد طلب الأخيرة من الجامعة العربية والأمم المتحدة الوقوف في وجه الانقلابيين الحوثيين الذين حاولوا القضاء علي شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور حتي وصل الأمر إلي المؤامرة للقضاء علي حياته. وذلك بمساندة واضحة من إيران. الأمر الذي يمهد لخطوات عربية مشابهة ضد بعض الجماعات التي تنفذ أجندات خارجية الهدف منها تمزيق أوصال الأمة وإضعاف كياناتها السياسية. ولعل وجود إرادة واضحة ورغبة أكيدة في العمل العربي المشترك وتفعيل آفاق التعاون في جميع المجالات هو أبرز ما ميز هذه القمة. وهو ما يعني أن حقبة جديدة تحمل زخماً تكاملياً قوياً قد انطلقت لتحقيق رغبات العرب نحو وحدة ذات مضمون حقيقي وأهداف فاعلة.