بعد اندلاع ثورة 25 يناير وما أعقبها من محاولات مستمرة لهدم نظام سياسي كان قائماً لأكثر من 30 عاماً. تعود جذوره ربما إلي ثورة 23 يوليو عام 1952 والساحة السياسية تشهد عملية إعادة ترتيب أوراق منظمة ومستمرة لتشكيل نظام سياسي جديد علي انقاض القديم. تيارات وأحزاب وتكتلات. اكتمل بناؤها بالفعل أو في طور التكوين. والمراقب للمشهد السياسي العام يلحظ بوضوح ملامح خريطة جديدة لمصر تتشكل عبر بروز لاعبين جدد علي الساحة أو عبر انشقاقات وانسلاخات وانتقالات واندماجات وتحالفات تحتل مواقعها علي رقعة الخريطة الجديدة. عملية مخاص. قد تكون عسيرة في بعض مراحلها. لكن في نهايتها ستغير من شكل الحياة السياسية في مصر إلي أبد الآبدين. حراك سياسي هو الأكبر من نوعه منذ أكثر من نصف قرن من الزمان..صاعدون وهابطون تشهدهم الحياة السياسية فهناك من ترتفع اسهمه وسط الجماهير وهناك من تأخذ به تصرفاته إلي أسفل. التحركات وسط الأحزاب الليبرالية لا تتوقف ما بين ظهور تجمعات جديدة أو اندماج أو تنسيق فيما بينها. اليسار يعاني هو الآخر من الانفصال والخروج من الاطار الضيق الذي ظل يدور في فلكه لسنوات طويلة.