حكم القضاء الإداري بحل المجالس المحلية هو بمثابة اسدال الستار علي المسرحية الهزلية للديمقراطية المزيفة في العهد السابق. فقد كانت الانتخابات علي كل المستويات تدار بشراء الأصوات. استغلالا لمعاناة أبناء الطبقات الكادحة. أو بالتزوير في الدوائر الضعيفة التي لا تباع فيها الأصوات ولا تشتري. حل المجالس المحلية يعني أنه مطلوب من أولي الأمر حاليا إعداد تربة خصبة لنبذر فيها بذور الحرية. لتنبت ديمقراطية حقيقية. تعبر عن الأمة. وتصون كرامتها. وتضمن سيادتها وعزتها. فقد آن الأوان لأن يعتز كل مواطن بصوته. فكل فرد في الأمة له قيمة. وكل شخص في الوطن هو الذي يستطيع أن يأتي برئيس الجمهورية أو يطيح به. لذلك تمسك بأن تعطي صوتك لمن يستحق. وبكل أمانة. ولا تسمح أبدا لكائن من كان بأن يشتريك بملاليم معدودة وليتشكر لك بعد الفوز. بل ويجر العار والظلم علي الوطن والمواطنين. الساحة الآن تعج بمرشحين ممثلين للرئاسة. والبقية سوف تأتي. وهو مناخ ديمقراطي نعيشه لأول مرة. والمهم هو أن يختار الشعب حاكمه عن اقتناع. ولا يفرط في حق من حقوقه. فقد مضي عهد تكميم الأفواه إلي غير رجعة. تربة الديمقراطية سوف تكون خصبة. لأن الذين يعدونها هم الشرفاء من أبناء القوات المسلحة الباسلة الطاهرة. وسوف يكون النبت طيبا نقيا. الانتخابات البرلمانية سوف تشهد أيضا تنافسا شريفا بين مرشحي الأحزاب ومعهم أيضا المستقلون. والمهم ألا يعطي المواطن أي فرصة لشراء صوته. فالصوت هو الأساس لأن يحكم مصر الشرفاء. وأن يمثل الشعب نواب أصحاب ضمائر يقظة. غدا سوف نجني ثمار ثورة 25 يناير سوف نجني ديمقراطية سليمة وحقيقية. وهذا هو الطبيعي في مصر. ففيها كانت أول عاصمة سياسية علي وجه الأرض واسمها "نخب" شرق النيل بمركز ادفو بأسوان.. مصر هي التي علمت الدنيا السياسة.. ذلك سوف يكون طعم ديمقراطيتنا عظيما.