يحسب لهيئة الكتاب برئاسة د.أحمد مجاهد أنها كانت أول مؤسسة ثقافية مصرية تسارع إلي الاحتفاء بأعمال الكاتب الكبير الراحل سليمان فياض وسيرته الذاتية وعطاءاته المتعددة في مجال الأدب والتراث حيث نظمت الاسبوع الماضي بقاعة صلاح عبد الصبور ندوة لتأبينه شاركت فيها الكاتبة سلوي بكر . والناقد د.محمد ابراهيم طه. والناقد أسامة ريان . والكاتبة سمر ابراهيم . وأدارها الناقد شعبان يوسف. شعبان يوسف قال ان سليمان فياض كاتب كبير كان يتميز بلغة بارعة وثقافة رفيعة وقد عرف القاهرة وعرفته منذ بدايات الخمسينيات وتعرف علي مقاهي المدينة وظهر مع يوسف إدريس الذي أثر عليه ونما موهبته وقد بدأ بالكتابة في مجلة الآداب وعمل مع رجاء القاش وسعد وهبه في مجلة البوليس . وكانت كتابات فياض عن القرية تعتبر امتداداً للاتجاه الذي بثه يوسف إدريس وكانت كتاباته تأملية ثم صدرت روايته الأولي ¢أصوات¢ وهو أول من كتب عن الغربة. وله أيضا عدد من الكتابات النقدية بالإضافة إلي الأعمال الإبداعية. من جانبها قالت سلوي بكر : انه من حسن حظي ان اقتربت من سليمان فياض وكان من رموز التجمعات الأدبية والثقافية .وكان من القلائل الذين يمدون يد العون للأدباء الجدد . وأضافت بكر: في رأيي انه ينتمي لمدرسة مشايخ الأدب وهي مدرسة هاضمة للثقافة القديمة تستطيع أن تري بعين ثاقبة . وأعمال فياض ترتقي لمصاف الروائع الأدبية العالمية. فهو يمتلك سؤال الإبداع علي نحو كامل البراعة . والحديث عن أدب فياض هو حديث يمكن أن يطول وقد قدم في أعماله نماذج إنسانية حقيقية. أما د.محمد إبراهيم طه فقال: ان سليمان فياض يعرف ماذا يريد أن يقول والجميع يعرف قيمته الحقيقية من خلال كتاباته . وقد أثر تنقله بين المدن وسفره إلي الدول العربية في كتاباته فقد أصبح لديه الكثير من الخبرات وكتاباته مكثفة ومركزة طوال الوقت . وكان يهتم بعلاقتنا بالآخر وكيف ينظر إلينا من خلال رؤية حقيقية يتمتع بها. أما أسامة ريان فقد وصفه بالنموذج لما يجب أن يكون عليه المبدع. وتحدثت سمر إبراهيم رفيقة دربه عن علاقتها به وقالت انها تعرفت عليه في عام 1991 وارتبطت به بالزواج لمدة تسع سنوات لكنها حتي بعد الطلاق ظلت ملازمة له في كل تفاصيل حياته. وأضافت سمر : انه حكاء عظيم وما كتبه في حياته كلها لا يمثل شيئاً لما كان يحكيه لي فكنت أعيش معه في عالم من المناقشات والحكايات التي كان يتمني كتابتها ويأخذ رأيي في كل ما يكتبه. وعن سماته قالت : كانت لديه قدرة علي التسامح مع الذات والتعامل برؤية صارمة . وأهم ما في أعماله هي فكرة التناقضات فهو ابن ثقافة تقليدية وكتاباته جمعت بين الرومانسية والواقعية.