مطلبي في حقيقته مطلب بسيط لكنه في النهاية هو طوق الامان لمستقبل ابنتي الشابة التي شاءت ارادة الله ان تصاب وهي طفلة لا يتعدي عمرها "سنة" بالحمي الشوكية التي يعرف الجميع ماذا تفعله بمن يصاب بها وكيف انها لابد وان تسلبه احدي حواسه؟ وكان من نصيب ابنتي "ايمان" معها ان تفقد قدرتها علي الكلام لتمضي حياتها خرساء بكماء.. اعلم سيدتي ان ابنتي ليست اول من اختبرها الله بهذا المرض انما وبقلب ام اجدني حزينة وقلقة جدا علي مستقبلها فلا ادري هل سيكون لها حظ من الزواج ام ستقف هذه الحاسة المسلوبة بينها وبينه؟؟ كذلك يشتد حزني عليها وانا اري الضعف يتسرب إلي كيان اسرتي»ففي بداية حياتي الزوجية حاولت مساندة زوجي وكان موظفا بسيطا علي اعباء المعيشة وللاسف لم يحالفني التوفيق في الحصول علي وظيفة تناسب مؤهلي المتوسط "دبلوم زراعة دفعة 89" وهنا فكر زوجي في الحصول علي اجازة من وظيفته وسافر للعمل في الاردن حتي يستطيع مواجهة الاعباء التي تزايدت علي عاتقه حيث رزقنا الله بثلاثة ابناء أكبرهم "ايمان" التي كانت بحاجة الي متابعة دائمة عند الاطباء وفحوصات دورية.. لم يكن عمل زوجي بالاردن بالشئ السهل بل واجهته من المشكلات والعقبات الكثير ما دفعته في نهاية المطاف للعودة الي مصر صفر اليدين حتي وظيفته القديمة خسرها بسبب تخلفه عن تجديد الاجازة في الموعد المحدد ليتم فصله!.. ولانه لا يكلف الله نفسا الا وسعها لم يستطع زوجي مواصلة الطريق في الانفاق علي البيت والابناء فهو يكبرني بعشرين عاما وبدأ يعاني من شيخوخة فعلية افقدته القدرة علي العمل وتلبية احتياجاتنا.. احوال دفعتني إلي ضرورة البحث عن العمل وبأي شكل ووجدته في مصنع زجاج لأ تحمل في سبيل ذلك مشقة الجمع بين رعاية الاسرة والحفاظ علي وظيفتي بالمصنع خاصة ان المشوار امامي مازال طويلا فاذا كانت ابنتي الكبيرة قد انتهت من دراستها المتوسطة بحصولها علي الدبلوم الصناعي لكنها لم توظف بعد اما شقيقتها الوسطي فتدرس التمريض وشقيقهما الاصغر تلميذ بالاعدادي وما يشغلني الآن انني اريد ان افعل أي شئ من اجل ادخال السرور علي ابنتي ايمان واري ان حصولها علي فرصة عمل سيشعرها بوجودها الحقيقي في المجتمع وانها ليست عبئا عليه.. اريد تعويض حبيبتي عن عدم قدرتها علي الكلام بمنحها سلاحا ينفعها في الحياة وما غيرها سوي الوظيفة لذا قررت الكتابة لنافذتكم لعل صوتي يصل لكل من يهمه امر اصحاب الاحتياجات الخاصة سواء داخل محافظتي "الغربية" أو عن طريق مجلس الوزراء.. مع خالص التحيات صبحية محمد البسطويسي المحررة: سمنود- غربية اعجبتني عبارة لاحد اساتذة علم النفس يقول فيها: "ما نخشاه ليس هو الفشل ولكنه النجاح! اننا في الحقيقة نخشي ان نصبح اناسا اقوياء يغيرون حياتنا والعالم من حولنا.. فما اسهل ان نقنع انفسنا اننا تافهون ودائمو الفشل. وما اجمل هذا العذر لنظل كما نحن محلك سر بدلا من ان ناخذ أي خطوة تعطينا خبرات اكثر ايجابية ولكنها مجهولة العواقب لنا الآن.. وانت يا عزيزتي لم ترضي لحياتك ان تكون محلك سر بل حاولت مرة وفشلت اثناء بحثك عن فرصة عمل . وعدت من جديد لتكرري المحاولة تحت وطأة الظروف والعشرين عاما التي تفصلك عن زوجك ونجحت في المرة الثانية لذا عليك ان تعطي لابنتك الشابة الفرصة لكي تسعي بنفسها في البحث عن الوظيفة التي تتمناها وتناسب ظروفها الخاصة وتتواءم مع مؤهلها الدراسي وهي الخطوة التي ستكسر معها حاجز الصمت بينها وبين من حولها في حاضر بات يعطي اهتماما أكبر بالصم والبكم ولعل ما نراه في نشرات الاخبار وغيرها من البرامج التي تستعين بالمتخصصين في لغة الاشارة للتواصل مع تلك الفئات ما يؤكد هذا.. فلا تقلقي علي مستقبل ابنتك البكماء فكم من اصحاب الحالات الخاصة وجدوا طريقهم الي دنيا العمل و الزواج معا فلا تدعي الخوف يسيطر عليك فكل شئ في هذه الحياة يمضي بمقاديروما علي الانسان سوي السعي وما رسالتك للنافذة الا خطوة في هذا السعي لعل صوتك يصل وتجد ايمان مكانها في الوظيفة المناسبة عن قريب باذن الله..