لكل مؤسسة ثقافية عصرها الذهبي.. ويعتبر الكثيرون فترة الستينيات والسبعينيات عصراً ذهبياً لدار الادباء وهو الفيلا الواقعة أول شارع قصر العيني. أمام مبني مجلس الشوري. معظم الانشطة لجمعية الادباء التي أخذت من الدار اسمها. الاثاث يتميز بالفخامة. والقاعات ذات ألوان ومسميات ملونة. فثمة الخيمة الزرقاء. والخيمة الخضراء. والحمراء يستطيع الاديب أن يخلو إلي كتاب يقرأه. أو إلي أوراقه وقلمه. أو يلتقي مجموعة الادباء لمناقشة عمل جديد.. خلية عمل حقيقية.. أبطالها مبدعو تلك الفترة: إدوار الخراط. يحيي الطاهر. ضياء الشرقاوي. محمد مستجاب. عز الدين. نجيب حافظ. رجب الدسوقي. فهمي علي سالم وغيرهم. كل شئ في دار الادباء تحول- خلال السنوات الاخيرة- إلي النقيض طال الاهمال والتخريب البناية التي كانت جميلة. وأحرق بعض الحجرات وتحولت الحديقة الصغيرة إلي أعشاب جافة أما البدروم فقد أغلق بالضبة والمفتاح حتي اللافتة التي تحمل اسم جمعية الادباء تعاني الاهمال وطمس الكلمات. قد لا يعلم الكثيرون ان الدار كانت ملكاً لعبد الرحمن فهمي قائد التنظيم السري لثورة 1919. وحين لاحظ الورثة ما آلت إليه الفيلا الانيقة رفعوا قضية لاستردادها. وصدر الحكم بأن تظل الدار للمنفعة العامة. وقد شغلها بالفعل جمعية الادباء ومنظمة الكتاب الافرو اسيويين. إلي جانب بعض الجمعيات الزجلية. يشير الروائي والناقد محمد قطب إلي المؤسسات الثقافية الكبيرة التي قدمها يوسف السباعي كنادي القصة وجمعية الادباء. وكانت دار الادباء واجهة للابداع والمبدعين. وندواتها مستمرة. ولأن المشروعات الثقافية المهمة ترتبط- غالباً- باشخاص فقد تدهورت أحوال دار الادباء بعد رحيل السباعي. وتنازع الورثة المكان. وظلت الدار مغلقة لاتمارس فيها أية انشطة إلي أن عادت إلي الادباء بأمر قضائي. ولعلي أذكر ان مثل هذه المؤسسات تحتاج دعماً مالياً. وأن ما يصلها من إعانات حكومية لايفي باحتياجاتها والملاحظ ان وزارة الثقافة لم تعد تقدم الدعم لجمعية الادباء. ولا لنادي القصة. إلي حد العجز عن دفع أجور الموظفين. في حين أن عشرات الالوف من الجنيهات تنفق في مالا فائدة منه.. وأري انه لابد من تتحرر دار الادباء ومثيلاتها من قبضة التضامن وتلحق بوزارة الثقافة. ويري د. رمضان بسطاويسي ان دار الادباء تعبير عن مؤسسات المجتمع المدني. ولم يكن لها أي انتماء للمؤسسات الرسمية وكانت منتدي للادباء والفنانين ليقيموا بها حواراتهم ومجالسهم لكن سيطرة الطابع الرسمي أخرج الكثير من الجمعيات الثقافية خارج المؤسسات الرسمية والمفروض ان تعود لهذا الطابع من خلال هيئة مشرفة قوامها كبار المثقفين يمكن - مثلاً- تحويل جزء من الفيلا إلي مرسم للفنانين. كما تحول القاعات- كما كانت- إلي صالونات للاباء. فضلا عن اكتساب المبني صفةالنادي. الذي يبتعد في أنشطته عن أية جهة رسمية. أيام يوسف السباعي كانت دار الادباء منتدي ومقهي للادباء والفنانين. واعتقد انها مؤهلة الان للقيام بدورها القديم. فهي قريبة من وسط البلد وبالقرب من ميدان التحرير.. ويقترح الاديب وائل وجدي ان يطرح الادباء والفنانين تصوراتهم لكيفية استغلال هذه الفيلا الجميلة. بما يفيد المبدعين بحيث يستكمل دور أتيلييه القاهرة في أنشطته المختلفة.