أثبت تحرك المثقفين جدواه. وتجاوب الجمهور معه في محافظة الفيوم. التي ضربها وباء التطرف علي مدي سنوات طويلة. بسبب ما يعانيه أكثر سكانها من ضنك الحياة. وضيق فرص العمل. خاصة مع غياب السياحة بعد ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيه. بيئة الفيوم بيئة خصبة لانتشار التطرف والإرهاب ابتداء من عمر عبدالرحمن مفتي التطرف المسجون حاليا في أمريكا. وانتهاء بعمليات الإرهاب والتفجير التي تحدث كل أسبوع. إن لم تكن كل يوم. وراح ضحيتها خلال الأيام الماضية عدد من رجال الأمن. الذين وقف الأدباء والمثقفون والجمهور الحاشد دقيقة حداد علي أرواحهم. جاء ذلك في ختام برنامج "أهالينا" الذي أقيم بالساحة الشعبية بمدينة سنورس. بحضور محمد عبدالحافظ ناصف رئيس هيئة قصور الثقافة. ومعه اللواء يحيي سعد رئيس مجلس ومدينة سنورس ود.عبدالناصر الجميل رئيس إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي ومنير مهدي وكيل وزارة الشباب والرياضة بالفيوم ومنتصر ثابت مدير عام فرع الثقافة. احتفالية الختام شهدت إقبالا جماهيريا ضخما يعد بالآلاف من كل الفئات العمرية ومن مواقع شتي من المحافظة. بمشاركة إيجابية من بعض مبدعي الفيوم وخاصة محمد جمال الدين ومصطفي عبدالباقي ومحمد حسني إبراهيم وأحمد قرني وأحمد طوسون والفنان مهدي شاكر.. وقد شهدت الاحتفالية فقرات متنوعة من الأعمال الفنية والادبية. كمعارض الحرف البيئية لفرع الثقافة وليست ثقافة سنورس. ثم الفيلم الوثائقي الذي أعدته وعلقت عليه سحر الجمال. وتضمن تجوال القوافل الثقافية. علي مدي ثلاثة أشهر في 25 قرية من القري النائية والمحرومة من الثقافة. والتي لم تشهد من قبل أي انشطة ثقافية. كما ذكر منتصر ثابت. شهد هذه القوافل داخل القري عشرات الآلاف من المواطنين. مما يؤكد أن الناس في شغف إلي الإبداع والفن ويتواصلون مع أي عطاء من هذا القبيل. إلي حد أن لقاء واحدا من هذه القوافل كان بقرية عبدالعليم حضر أكثر من 1500 طفل كما تقول سحر الجمال التي شاركها الاعداد والتنفيذ للبرنامج لبني جلال ومحمد طربوش وعدد من مديري المواقع في مراكز الفيوم. تعاون مع الثقافة في هذا الدور كما يذكر مدير عام الثقافة أجهزة الأمن بالمحافظة وقد قامت بتأمين كل تحركات الأدباء والمثقفين والفنانين المشاركين وكذلك تأمين مواقع العروض الفنية والادبية. ومع الأمن كان كذلك مديرية الشباب والرياضة وكانت الفيوم أول محافظة تخرج منها القوافل الثقافية علي مستوي مصر. من قرية الكعابي بحضور محمد عبدالحافظ ناصف. وحول تجربة "أهالينا" التي تطورت كمسمي عن "القوافل الثقافية" قال محمد عبدالحافظ ناصف: تعلمت من الفنان عزالدين نجيب كيفية إقامة قافلة ثقافية. منذ أن خاض هذه التجربة أيام سعدالدين وهبه رئيس الثقافة الجماهيرية حينذاك.. في محافظة كفر الشيخ واطلعت علي جهوده الميدانية في كتابه "الصامتون" فبدأت بالإفادة من هذه التجربة أثناء رئاستي لإقليم شرق الدلتا الثقافي. وعممت القوافل علي تسعين قرية بالإقليم. ثم انتقلت بها إلي إقليم القاهرة الكبري.. وتحت مسمي "أهالينا" نفذنا 150 قافلة في الدورة الأولي و230 قافلة في الدورة الثانية ونحن نجد دعما وإيجابية كبيرة من الأهالي في الفيوم وغيرها. بحيث يتبرعون بما يستطيعون من مواقع وإمكانيات من اجل نجاح تجربة وصول الثقافة والإبداع لكل قرية. شاهد الجمهور بعد كلمات أخري للدكتور عبدالناصر الجميل واللواء يحيي سعد عرضا لكورال اطفال طامية للإنشاد الديني برئاسة هلال السرسناوي الذي أكد أن هذا الكورال هو الوحيد في الإقليم المتخصص في الإنشاد الديني من الاطفال. وهو يقدم كذلك الأغاني الوطنية. سواء أكانت قديمة أم جديدة. وفي فقرة أدبية وفكرية مطولة. استمع الحاضرون إلي رؤية حول حتمية المشاركة السياسية لسائر المواطنين. من اجل استكمال بناء الدولة الديمقراطية. بعد أن أعددنا دستور الثورة. ثم اقمنا انتخابات رئاسية ناجحة اختار فيها الشعب بأغلبية ضخمة الرئيس عبدالفتاح السيسي. ولم يبق إلا مجلس النواب الذي سيقبل عليه الشعب. كما اقبل من قبل علي خوض المعارك منذ التتار والصليبيين وأيام محمد علي دفاعا عن الدولة. ألقي الشعراء في اللقاء الذي أداره محمد جمال الدين قصائد ذات منحي وطني وبناء فني محكم. فكانت قصائد لمصطفي عبدالباقي ومحمد حسني إبراهيم وموريس صادق تعاطف معها الحاضرون. وكذلك شدا عهدي شاكر ببعض الأغاني من ألحانه. جري تكريم عدد كبير من الادباء ومحرري الصحف بالاقليم ومن موظفي الثقافة والمحليات. منهم: محمد حسني ومصطفي عبدالباقي ومحمد جمال الدين وعهدي شاكر وياسر محمد إبراهيم ومنال محمود بيومي ونبيل خلف وطه البنا وجمال قطب وأحمد إسماعيل علي وعلي أحمد السيد نبوي وسليمان دكروري وعلي عيسي وماجد لطفي ومحمد دهموش والشيخ هلال سعد.