عارف. ستتعجب من العنوان. ولكني أقصد ذلك. أريدك أن تفكر معي. تري ما هي الكلمة المكونة من هذه الحروف. أو بالأدق. بماذا تنطق هذه النقط؟! وهل من الممكن أن تكون للنقط معان؟!!! هل من الممكن أن يكون للسكتة كلام؟!. مقال الاسبوع الماضي. كتبت فيه فقرة عن الحب. والباقي عن دم الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في الأراضي الليبية. وقلت يبدو أن مساحة الحب في حياتنا لم يعد لها متسع أكثر من فقرة في مقال. الغريب أن كل التعليقات التي جاءت علي المقال جاءت حول فقرة الحب. وكأنهم يقولون فقرة واحدة لا تكفي. كفانا سياسة وهماً ووجع قلب. وابحث لنا عن علاج للقلب. وكفي بالحب دواء له. ولا يذكر الحب إلا ومعه قرينه. "قرن الشطة" أو الغيرة يقولون إن الذي يحب يظهر في عينيه. والحقيقة أن أولي علامات الحب التي تظهر علي العينين هي نظرات الغيرة. فلا يستطيع أبرد بارد أن يخفي نظرات الغيرة عمن يحب. مفضوحة! وللغيرة وجهان. وجه براق دليل علي حب واهتمام. ووجه خناق إذا زاد العيار عن الحد. نوال الزغبي لها أغنية عبقرية تقول: "لما الناس قالوا إنك جاي شوفت أنا احلويت إزاي؟!" وهذا واقع وليس كلام أغان. فحالة الحب تجعل من الإنسان شخصا آخر. روحا وجسدا. يستغربه من حوله. فيستغرب نفسه. وينظر إلي المرآة. فيجد ابتسامة رقيقة ارتسمت علي وجهه ويشعر بأن ملامحه بدأت تتغير ليس فقط للأحسن. بل بدأت تتغير إلي شكل أقرب لمن يحب للأسف لن يصدق كلامي من لم يمر بتجربة الحب الحقيقي مرة واحدة في حياته. سيتهمني بالجنون. وأنا بالحب مفتون. ولن أرد عليه كلامه. سأعذره حتي يجرب بنفسه. ويري في محبوبته نفسه بدون مرآة. ويخطئ من يظن أن أيام الحب ولحظاته كلها سعادة. فمن فلسفة الحب أنه يجرح ويداوي. فكثير من العشاق باتوا ودموعهم في قلوبهم قبل عيونهم. وكثيرون ظلوا شاردي الذهن غارقين في شريط الذكريات. بحلوها ومرها. وهنا مفارقة غريبة أيضا. عندما تتحول ذكريات اللحظات السعيدة والنشوة إلي لحظات ألم ومرار عند تذكرها. مقترنة بهاجس أنها راحت للأبد ولن تعود. يا تري عرفت إيه الكلمة التي تبدأ بحرف الباء وتنتهي بحرف الكاف؟! أوعي تقول "بوفتيك"!