دب الأمل من جديد بين سكان الإيواءات بمنطقة الدويقة بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيص مليار جنيه لتطوير المنطقة كاملة.. وكانت أحلام البسطاء هناك لا تزيد علي مسكن بسيط يلم شمل الأسر المشتتة لما يزيد علي 30 عاماً والتي شردتهم الزلازل والإخلاءات الإدارية وغيرها ليذهبوا إلي الدويقة علي وعد من الحكومة ألا تزيد مدة إقامتهم هناك علي 6 أشهر فقط حتي توفير مساكن بديلة لهم في أماكن أخري إلا أن الحكومة قد تناستهم لما يزيد علي ثلاثة عقود كاملة. أكد سكان الدويقة ان تطوير المنطقة لا يقتصر علي توفير مساكن لقاطني الإيواءات فقط. بل يمتد الأمر لضرورة تجديد شامل للمرافق والخدمات والطرق والمنظومة الأمنية ووسائل المواصلات الداخلية وغيرها من متطلبات الحياة الكريمة اللازمة لأي إنسان. رصد "المساء" الوضع داخل بلوكات الإيواءات التي تآكل معظمها ومنها ما سقط علي رءوس ساكنيه ومنها ما اشتعلت فيه النيران بفعل المطر وغير ذلك من صور الحياة القاسية التي لا يتخيلها أي أحد.. فضلاً عن الشوارع المتهالكة المليئة بالحفر والقمامة التي تتصاعد فيها النيران والأدخنة والتي تراكمت في كل مكان حتي أمام المدارس وفي نهر الطريق. أما عن سكان الدويقة البسطاء فهناك ما يزيد علي 1650 أسرة تعيش في بلوكات الإيواءات فقط بخلاف باقي المناطق.. وكل أسرة تعيش أو أسرتين تعيش بأطفالها منذ 30 سنة داخل بلوك عبارة عن حجرتين الواحدة 3 متر * 3 متر ومطبخ وحمام لا تستطيع قياس مساحتها نظراً للضيق الشديد. * قال أحمد حزين عبدالحافظ "عامل" وعماد فهمي "صانع أحذية" وسيد عبدالعليم "موظف": لاشك ان تخصيص الرئيس عبدالفتاح السيسي مليار جنيه كاملة لتطوير منطقة الدويقة سوف يغير وجه الحياة تماماً في المنطقة .. لذا نتمني ان يبدأ التطوير باستبدال جميع البلوكات الموجودة بالدويقة بعمارات سكنية ويتم تسليم شقة لكل أسرة لديها عقد بمسكن إيواء مؤقت صادر من محافظة القاهرة والذي تحوزه كل أسرة تسكن بالبلوكات منذ عشرات السنين.. وضرورة تجديد ورصف جميع شوارع الدويقة التي لا تجف منها المياه طوال العام ان لم يكن مياه الأمطار تكون المياه التي طفحت من بالوعات المجاري التي تؤذي المارة والسكان ليلاً ونهاراً. يؤكد محمد رفاعي "أرزقي" وعبير أحمد صابر "ربة منزل" ان معظم الشوارع بالدويقة بها مساكن عشوائية تم بناؤها دون أي تصاريح ويتم إدخال المرافق لها عنوة ما يضر بالصالح العام لباقي السكان .. كما ان المياه هنا سيئة جداً ولا تصلح للشرب هذا بالإضافة إلي ضعف الكهرباء دائماً وانقطاعها في بعض الأحيان كباقي المناطق والأحياء بالإضافة إلي صعوبة إنهاء تصاريح إدخال عداد كهرباء دون أي أسباب منطقية. يقول سيد محمد "سائق": كنت أعيش في منطقة بولاق أبوالعلا وعندما وقع بيتي بسبب الزلزال عام 1992 نقلتني المحافظة إلي مساكن الإيواءات بالدويقة بموجب تصريح مؤقت لمدة 6 أشهر لحين توفير مساكن بديلة وإلي الآن ونحن نسكن في هذه الإيواءات التي لا ترضي أي آدمي. أضاف: كان لأخي نفس المشكلة ولكن رفضت المحافظة تسليمه مسكناً خاصاً بالإيواءات وفرضت علينا ان نسكن سوياًپفي مسكن واحد بأسرتين ومنذ عام 1992 ونحن علي هذه الحال.. وجاء قرار تخصيص الرئيس عبدالفتاح السيسي مليار جنيه بارقة أمل لنا جميعاً ان نحيا حياة كريمة فيما تبقي من عمرنا. أشار سيد إلي أن مشاكل الدويقة لا حصر لها منها علي سبيل المثال مشكلة المواصلات الداخلية التي اقتصرت فقط علي السيارات المتهالكة التي يقودها أطفال صغار ولا تصلح تماماً لنقل الركاب ولكنهم أصبحوا مضطرين لها خاصة بعدما توقفت أتوبيسات هيئة النقل العام من الدخول للمنطقة كسابق عهدها.. بالإضافة إلي وجود مبان خشبية كثيرة ومبان خرسانية متهالكة والأخطر ان الصرف الصحي يمر من تحتها قبل ان يتعدي أصحاب هذه المباني بالبناء في المناطق الموجودة عليها الآن لذا لابد من إحلال وتجديد شامل لأجزاء كبيرة من الدويقة حتي تكون مثل أي حي أو منطقة راقية تصلح للحياة. طالب حسين علي محمد خليفة "المعاش" وابنه علي حسين "عامل أحذية وأحمد صابر علي خفاجة "سمكري" من الرئيس عبدالفتاح السيسي سرعة البدء في تنفيذ تطوير منطقة الدويقة وأهم ما نطالب به هو مسكن مناسب بشرط ألا يتم نقلنا إلي أماكن بعيدة عن محل سكننا. أشاروا إلي أن سرعة البدء في مشروع التطوير يخدم الحكومة أيضاً كما يخدم المواطن نظراً لأنه يجنبها تكالب أعداد كبيرة من المواطنين الذين يأتون من كل مكان ويسكنون الإيواءات بغير عقود علي أمل ان يتسلموا شققاً سكنية إذا جاء اليوم الذي تسلم فيه الحكومة المساكن لمستحقيها.