مثل كل عام لفظ "الشليلة" مصطلح أصبح منتشرا ومتداولاً في الاعمال الفنية وخاص في دراما رمضان حيث اصبحنا نجد نفس مجموعات العمل يكررون التعاون مع بعضهم وفي أحيان عديدة يكون تحت راية نفس المخرج ومع نفس كاتب السيناريو. وبدأت في هذه الأيام الاستعدادات للأعمال الدرامية الدرامية المقرر عرضها خلال شهر رمضان من العام المقبل. والتي تبين من خلال تعاقدات نجومها انها تتسم بمجموعة من السمات أبرزها كونها تضم "ثنائيات" سبق لها التجمع من قبل في أعمال ناجحة وأخري بطولات جماعية بعدما لاقت الاعمال التي تتسم بها استحسان المشاهد. تساءلت "المساء" في هذا التحقيق حول ايجابية وسلبية هذه الظاهرة ومدي قدرتها علي إثراء الدراما. وتقديم حبكات درامية جديدة. * يأتي في مقدمة هذه الاعمال مسلسل "استاذ ورئيس قسم" للفنان عادل امام والذي يتعاون للسنة الرابعة علي التوالي مع المؤلف يوسف معاطي وللمرة الثانية مع المخرج وائل احسان بعد تعاونهما في فيلم "بوبوس". ويعتبر "الاستاذ ورئيس قسم" المسلسل الرابع للمنتج تامر مرسي مع عادل امام بعد ان تعاونا علي مدار الأعوام الثلاثة الماضية في ثلاث مسلسلات حققت نسبة مشاهدة مرتفعة وهي "فرقة ناجي عطا الله" و"العراف" وأخيراً "صاحب السعادة" الذي تم عرضه في رمضان الماضي. * مسلسل "يا أنا يا إنتي" الذي تتقاسم بطولته سمية الخشاب مع فيفي عبده في ثالث تجربة لهما سويا بعدما تعاونا في مسلسلي "الحقيقة والسراب" والجزء الاول من "كيد النسا" وكلتاهما حققتا نجاحا كبيراً عند عرضه والمسلسل الجديد من اخراج أحمد حمود وانتاج مها سليم وتأليف فتحي الجندي الذي أكد ان العمل سيتضمن صراعات بين سمية وفيفي ينتج عنها أجواء كوميدية تبعث الضحك علي المشاهد مشدداً علي ان الموضوع يختلف تماما عن موضوع "كيد النسا". * ويتعاون صناع مسلسلي "نيران صديقة" و"السبع وصايا" في "العهد" إذا اتفق المنتج طارق الجنايني مع المؤلف محمد أمين راضي ومع المخرج خالد مرعي علي المشاركة في السباق الرمضاني المقبل بهذا العمل. "العهد" يعد التعاون الثاني بين الجنايني ومحمد أمين راضي والثالث بين أمين راضي والمخرج خالد مرعي حيث يشكلان نموذجاً وكيميا ظهرت في الاعمال المشتركة بينهما. كما يشهد اللقاء الثاني مع سلوي خطاب التي شاركت في "نيران صديقة" ويضم "العهد" اثنان من نجوم "السبع وصايا" وهما هنا شيحة وصبري فواز إلي جانب كنده علوش بطلة المسلسل الأول وضيف شرف الثاني والتي تعود في هذا المسلسل للثنائي الذي كانت قد شكلته مع آسر ياسين في مسلسل "البلطجي" الذي تم عرضه قبل عامين. "العهد" يضم ايضا مجموعة من النجوم الشباب منهم غادة عادل وأروي جودة. وهنا شيحة وشيرين رضا. والسوري باسل الخياط. والاماراتية ميساء مغربي. * وتجدد الفنانة مي عز الدين تعاونها مع المنتج محمود شميس في مسلسل "حالة عشق" وثاني تجاربها مع المؤلف محمد صلاح العزب بعد تجربتهما الناجحة في "دلع البنات". * للمرة الثالثة تتعاون الفنانة نيللي كريم مع شركة العدل جروب والسينارست مريم نعوم في مسلسل "تحت السيطرة" وذلك بعد النجاح الكبير في مسلسل "ذات" ومسلسل "سجن النسا" وحصولهما علي أفضل اعمال تليفزيونية خلال منافستهم. يأتي هذا التعاون بعد تأجيل مسلسل "واحة الغروب" الذي كان من المقرر ان تخوض به المنافسة. * ويتعاون المخرج أحمد شفيق مجدداً مع الفنان أحمد السقا في مسلسل "ذهاب وعودة" الذي كان من المقرر ان يتم عرضه في رمضان الماضي لكن تأخر التحضير للعمل وتنفيذه منع ذلك ويعد المسلسل هو الثاني لشفيق مع السقا بعدما قدما سوياً مسلسل "خطوط حمراء" الذي تم عرضه قبل عام محققا نجاحاً كبيراً. * كما يشارك الفنان يوسف الشريف في السباق الرمضاني بمسلسل "لعبة ابليس" الئي يكتب السيناريو والحوار له عمرو سمير عاطف في ثاني تعاون بينه وبين الشريف بعد مسلسل "رقم مجهول" الذي تم عرضه منذ عامين فيما يقوم بإخراج العمل أحمد نادر جلال والذي سبق واخرج للشريف مسلسلي "رقم مجهول" و"اسم مؤقت" والمسلسل الجديد ينتمي إلي نوعية الدراما التشويقية الاجتماعية التي اعتاد الشريف تقديمها في اعماله الأخيرة. استطلت "المساء" رأي النقاد حول هذه الظاهرة قال الناقد طارق الشناوي: وجود "الشليلة" ليست ظاهرة سلبية في مجملها وخاصة إذا وجد التوافق الفكري وهذه الظاهرة متواجدة في المجال الفني منذ زمن بعيد حيث شكلت كوكب الشرق أم كلثوم والسنباطي وأحمد رامي في الغناء وأسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ في الدراما مجموعات متميزة وناجحة جداً. أضاف: تكرار التعاون الحالي في الاعمال الفنية يأتي لصالح الأطراف إذا تم تقديم أفكار مختلفة وليست السير في دوائر مغلقة تجعل الجمهور يمل. أشار الشناوي إلي ان التغيير في صالح النجوم ويكون مطلوبا وخاصة النجوم سوبر ستار حتي يقدم جديداً في كل عمل يقدمه من خلال الاستعانة بمؤلفين مختلفين ومخرجين جدد. قال الشناوي: بالنسبة لتعاون يوسف معاطي مع الزعيم في كل عام هذا التعاون علي مستوي يوسف معاطي ككتاب لأنه للأسف يقدم أعمالاً مفصلة علي الزعيم إنما لو قام بالتعاون مع آخرين سيخرج جميع طاقاته لأنه مطلوب في العديد من الأعمال. أضاف: وبالنسبة لتعاون كل من محمد أمين راضس وخالد مرعي للسنة الثالثة علي التوالي لا أري فيها شيئا وخاصة انهما متجددان كل عام ويقدمان أعمالا متميزة. * وأكدت الناقدة حنان شومان علي أن الفن في أساسه عمل جماعي يعتمد علي المجموعات وليس الأفراد وبالتالي ظاهرة تكرار التعاون بين الفنانين موجودة في العالم بأكمله وخاصة بين مجموعات تتلاءم مع بعض أفكارهم. قالت: شكلت الراحلة فاتن حمامة والراحل بركات واحد مديري التصوير ثلاثيا ناجحا جدا في جميع الأعمال التي اشتركوا فيها معا مشيرة إلي ضرورة وجود تناغم عقلي ونفسي بين أفراد فريق العمل الواحد. أوضحت شومان ان هذه الظاهرة بالرغم من جانبها الإيجابي والتي ذكرته مسبقا فهناك جانب سلبي أيضا يجب عدم اغفاله وقالت: تكرار التعاون أو ما يسيمي ب"الشللية" قد يحرم الجمهور والفنانين أنفسهم من التنوع والذي يكون مطلبا مهما لاستمرار الفنان. اضاف: أنجح الأعمال هي التي تحتوي علي عنصر المفاجأة للجمهور وتغيير للفنان لجلده من أدوار معينة واتجاهه لأدوار أخري مختلفة وذلك مثلما حدث في بعض شخصيات الراحل محمود المليجي من خلال تعاونه مع يوسف شاهين. أشارت شومان إلي أنها في العام الماضي بمجرد أن شاهدت مسلسل "السبع وصايا" توقعت بديهيا ان هذا المسلسل للمخرج خالد مرعي وللسيناريست محمد أمين راضي مؤكدة انه في حالة انفصالهما سنجد اكتشافات جديدة لكل منهما خاصة إذا تعاملا مع نجوم آخرين.