تنتهي الخميس القادم فعاليات الدورة السادسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي كانت السعودية ضيف الشرف له وكان الإمام محمد عبده شخصيته الرئيسية لهذا العام. ومن تابع فعاليات هذه الدورة لابد أن يخرج بانطباع طيب للغاية . فقد أقيمت في ظروف صعبة تمر بها البلاد وتتعرض خلالها لهجمات وتفجيرات إرهابية تسعي إلي تقويضها وتحويلها إلي سوريا أو ليبيا أخري . ولولا يقظة الأمن وبسالة رجال القوات المسلحة لدخلت مصر في متاهات قضت علي الأخضر واليابس فيها. رغم هذه الظروف الصعبة أصر وزير الثقافة د.جابر عصفور . ورئيس هيئة الكتاب د.أحمد مجاهد . علي إقامة الدورة في موعدها. وكانت المفاجأة ذلك الإقبال الجماهيري الكبير الذي توقع مجاهد أن يكسر حاجز المليون هذا العام. والذي يعد أقوي رسالة يوجهها الشعب المصري للإرهابيين ومن يدعمونهم . تقول إن مصر المتحضرة والمستنيرة ستواصل مسيرتها نحو التقدم رغم أنف الإرهاب وداعميه.. كان الجمهور بالفعل شخصية المعرض الحاضرة بقوة هذه الدورة.. استطاعت هيئة الكتاب المشرفة علي المعرض أن تقدم برنامجاً ثقافياً وفنياً محترماً يلبي كافة احتياجات الجمهور علي مختلف شرائحه وأعماره. قدمت الندوات الفكرية التي كان محورها الرئيسيالثقافة والتجديد وناقشت العديد من الكتب الأدبية والفكرية . واحتفت برموز الأدب المصري الراحلين . وأقامت العديد من الأمسيات الشعرية التي شارك فيها شعراء مصر من كافة الأجيال والاتجاهات. فضلاً عن الأمسية المهمة التي كان ضيفها الشاعر العربي الكبير أدونيس . كما قدمت السينما والمسرح وعروض وورش الأطفال وغيرها من الأنشطة المحترمة . فضلاً عن الأنشطة التي قدمتها المملكة العربية السعودية ضيف الشرف. الندوات . في أغلبها . كانت منتظمة وجمهورها كان كبيراً ومتفاعلاً. وعسكر رئيس الهيئة وقياداتها في المعرض . يتنقلون من هنا إلي هنا . يتابعون الفعاليات ويذللون أي مشكلة قد تطرأ. كانوا عند حسن الظن بهم وبذلوا جهوداً جبارة من أجل إنجاح هذه الدورة وإيصال رسالة إلي العالم أجمع أن مصر بخير . وقادرة . رغم أي ظروف . علي المضي قدماً نحو أهدافها. أما فيما يخص الكتب . وهي النشاط الرئيسي للمعرض . ورغم ارتفاع الأسعار فقد تكفلت مؤسسات وزارة الثقافة بتوفير مئات العناوين بأسعار رخيصة للغاية . ومنها هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة والمركز القومي للترجمة الذي كان المعرض فرصته الذهبية لتصريف المخزون الراكد لديه . وكان سور أزبكية وزارة الثقافة منافساً حقيقيا لسور الأزبكية الأصلي حيث حقق أعلي المبيعات. ومن الظواهر الطيبة في المعرض أيضاً حفلات توقيع الكتب التي أقامتها دور النشر المختلفة . وساهمت في ترويج كتب الأدباء الشبان وجذب المزيد من القراء إلي التجارب الأدبية الجديدة. ورغم كل هذه النجاحات تبقي بعض الملاحظات التي يجب أن تعمل هيئة الكتاب علي تلافيها في الدورات القادمة . ومنها ما أسر لي به أحد شعراء الإسكندرية الذي دعته الهيئة للمشاركة في الأمسية الشعرية فأنفق من جيبه الخاص 500 جنيه تكاليف السفر والإقامة في القاهرة ليلة واحدة . وقد تساءل هذا الشاعر هل تفعل الهيئة ذلك مع الضيوف العرب . وفي حدود علمي فإن وزارة الثقافة تتحمل إقامة وتكاليف سفر الضيوف العرب . وهذا أقل واجب طبعاً وهو أسلوب متبع في كل المعارض والمحافل الدولية . لكن السؤال : لماذا لايعامل المصريون بالمثل . الأدباء ليسوا أغنياء . ولايصح أن يتحمل أديب من قنا أو أسوان أو الإسكندرية أو أي محافظة تكاليف السفر والإقامة رغم توجيه الهيئة له دعوة رسمية للمشاركة في الأنشطة. أيضاً تعرض المشاركون في الفعاليات الثقافية لغلاسات أمنية غير مبررة وتم منع بعضهم من الدخول وبعضهم دخل بعد بداية الندوة المشارك فيها بأكثر من ساعة . لاأحد يعترض علي قيام الأمن بواجبه وقد قام فعلاً . لكن بعض صغار الضباط كانوا يتعمدون إهانة الضيوف ويتعاملون معهم بطريقة فجة للغاية وخالية من أي ذوق . ويجب علي الهيئة أن تخصص باباً معينا لدخول ضيوف الندوات وتضع قائمة بأسمائهم لدي المسئول عن هذا الباب حتي لايتعرضوا لمثل ماتعرضوا له هذه الدورة.