بدأت الدورة الرابعة والأربعون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب, واتضحت معها خريطة الندوات والأنشطة التي يضمها هذا العام, والتي اتضحت معها المشاركة القليلة جدا لأدباء المحافظات من خارج القاهرة, والتي أثارت حفيظتهم لأنهم طالما نادوا علي مدار الأعوام الأخيرة بمساحة مشاركة أوسع. وقال الكاتب قاسم مسعد عليوة من بور سعيد لابد من الالتفاف حول المعرض بكل ما يستطيع المثقفون من طاقة خاصة في الظروف الحالية, لكن المعرض لا يعطينا هذه المساحة كادباء من خارج القاهرة العاصمة, وهذه بالطبع عملية غير متوازنة المسئول عنها منسقو المعرض والفاعليات واذا نظرنا لنسبة المشاركة من أدباء المحافظات أمام كتاب القاهرة ستكون قليلة جدا فهم من يستأثرون بنصيب الأسد من المشاركات, وهذا لا ينفي ان هناك فعاليات يتم استدعاؤنا فيها, لكن لا يتم تسليط الضوء علي الإصدارات من خارج العاصمة إلا قليلا, في مقابل اهتمام بالشعراء من خارج العاصمة ويتم استدعاؤهم للأمسيات الشعرية, كما أن هناك مشاركات من الفرق الموجودة بالمحافظات من خلال الثقافة الجماهيرية لكن الاحتفاء بالكتب قليل جدا كما ان القضايا الكبري التي تطرح في المعرض تقتصر علي من يكون في دائرة الضوء في القاهرة ولا تمثيل للأقاليم بالرغم أن القاهرةاقليم من وسط6 أقاليم ثقافية وفقا لتقسيم الثقافة الجماهيرية وهي بمفردها تأخذ النصيب الأكبر في المعرض. وأوضح الشاعر السكندري عبد الرحيم يوسف أن المشكلة ليست في نسبة المشاركة بقدر أن هناك تمثيلا طبقيا داخل المعرض, فهناك ندوات النجوم والتي تدور حول المحور الرئيسي ويأتي فيها من هم تحت الأضواء دائما ويكون المشاركون فيها من القاهرة, وهناك ندوات المقاهي الثقافية ويشارك فيها كثير من الكتاب خارج دائرة الضوء وتكون فيها نسبة لكتاب الأقاليم, كما ان هناك امسيات شكرية للنجوم في مقابل أمسيات شعرية فيما يسمي سوق عكاظ والتي يشارك فيها ما يقارب من100 شاعر فيكون الجمهور هم انفسهم الشعراء يقرأون لبعضهم, فلا يوجد تجاهل كامل لكن توجد اماكن غير مسلط عليها الضوء. وأضاف الشاعر محمد جاد المولي من الأقصر أن الكتاب كمنتج يعرض بشكل عادي في المعرض لأي كاتب لأن هذا يرجع لدار النشر, لكن الأساس والأهم هي المشاركات في الأنشطة والأمسيات الشعرية والتي ترتكز علي ادباء القاهرة الموجودين حول بقعة الضوء, فيتم تهميشنا منذ ما يقارب8 سنوات وهذا التهميش من قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب والقائمين والمنسقين للمعرض, ففي الماضي كنا ندعي بشكل لائق للمشاركة ويوفر لنا بدل للانتقال لكن الآن نشارك بمجهودنا الذاتي بدون استدعاء ونسافر علي نفقتنا الخاصة, حتي من يدعي من الأقاليم هم الصفوة الذين لهم علاقات مع المنسقين بالقاهرة, اما الأدباء الحقيقيون وصلب العمل الأدبي فمهمشون ولا يسلط عليهم الضوء, وبشكل عام معرض الكتاب ككل يحتاج إلي اعادة صياغة, فبعد الثورة لم يتغير شيء فمازال المعرض بشكله الجامد والانحيازي.