فنان الخط العربي محمود سرور "معاش" مدير ادارة الروافع والاعمال البحرية بشركة القناة للرباط وأنوار السفن ببورسعيد سابقاً.. يفتح خزائن ذكرياته عن قناة السويس فيقول..ل"شط القناة" ويتذكر أيام النكسة في حرب 67 عندما كان يعمل في "تخريد" الباخرة الاسماعيلية التي احضرها المهندس الحسيني عبداللطيف رحمه الله كان رئيساً لشركة الانشاءات البحرية.. فيقول اثناء تخريد الباخرة لاستخراج المواسير والمحركات منها فوجئنا بالحرب فأسرع المسئولون عن القناة بإغراق السفينة "الاسماعيلية" بالمجري الملاحي بعرض القناة وكذلك إغراق مركب التفاح وإحدي الكراكات لتسد القناة وتعيق حركة السفن أو عبورها من القناة داخل مصر كنوع من الدفاع عن مصر. شكلنا فرقة للمقاومة الشعبية بالساحة الشعبية بمناخ بورسعيد وكانت بقيادة الضابط سالم ورقيب أول فكري الذي كان يعمل مدرباً للفتوة العسكرية لمدرسة الصنايع وزكريا حجاج وآخرون وتربينا علي استعمال السلاح وحصلنا علي فرقة اقتناص الدبابات واستخدام سلاح الاربيجيه للدفاع عن مدينتنا خلال النكسة. يضيف الفنان سرور كان من ضمن عملي في شركة الرباط.. الاشراف علي الوحدات البحرية القائمة علي تنظيف المجري الملاحي لقناة السويس ورفع لانشات الرباط علي "الأزق" للإصلاح وكذلك الاشراف علي الأوناش والروافع التي تساهم في اصلاح اللنشات والوحدات البحرية الخاصة بالشركة وكل هذه الاعمال تحت التعرض لمخاطر سقوط لنش من "الأزق" أو يقطع واير مما يعرض حياة العمال للخطر الدائم.. وعندما كنت في العلاقات العامة قمت بتصوير هذه المخاطر التي يتعرض لها عمال الرباط في المجري الملاحي بالقناة والتفريعة اثناء رفع وانزال اللنشات من وعلي السفن العابرة للقناة وذلك بالتعاون مع تليفزيون القناة ومعد البرامج محمد خضير وقتذاك.. بما كان له الآثر الكبير في التعريف بالمخاطر التي يتعرض لها عمال الرباط بالقناة وأيامها رفعوا بدل المخاطر من 15% إلي 40% للعمال. يؤكد محمود سرور الحديث عن واقعة اخري فيقول: عندما كنت أعمل بشركة الانشاءات البحرية وكنت مراقباً لصيانة واصلاح المحركات ساهمت في صناعة حاملات الاتربة والاتوبيسات النهرية "والبارجات" التي ساهمت في نقل المياه من بساط كرم الدين بدمياط إلي شبكة المياه ببورسعيد خلال حرب الاستنزاف نظراً لتعطل محطة المياه وكنا نسحب المياه من شبكة المياه في باطن الأرض ببورسعيد ورفعها إلي خزانات في الشوارع بواسطة ماكينات سحب المياه بواسطة "ديزل شبرا" واستمر ذلك حتي حرب اكتوبر 73 وهذا العمل كان له اثر كبير في القاعدين ببورسعيد الذين لم يتم تهجيرهم وكان هذا العمل تحت رئاسة عباس العجرودي رحمه الله. اشار سرور إلي أن قناة السويس ستظل شريان الحياة البورسعيدية وكان البمبوطية يفرحون بالرزق الوفير خلال تعاملهم مع السياح الذين يتوافدون علي بورسعيد وينزلون للتجول وشراء مستلزماتهم والبضائع الشرقية من المحلات والبازار وغيرها من المحلات المحيطة وللأسف قد حرموا من هذه الميزة اثناء حكم النظام السابق ونري هذه الأيام تراكي السفن السياحية الكبري علي أرصفة ميناء بورسعيد الأمر الذي أنعش مرة اخري تجارة البضائع الشرقية وانعش مهنة البمبوطية بعد كساد طويل ولكن كل هذا في نطاق محدود نأمل أن تزداد حركة السفن المتراكمة مع نمو السياحة بالمدينة. يقول "سرور" أنه كان كخطاط من ابناء هيئة قناة السويس يقوم بكتابة العبارات التحريضية ضد المحتلين منها "بورسعيد مقبرة الغزاة سنقاتل حتي النصر الله ناصر عبدالناصر لرفع الروح المعنوية لهذا البلد الثائر.. كنت أقوم برسم لوحة مشهورة للفنان جورج الباجوري وقت الحرب وأيام العدوان وهي عبارة بيادة الجندي المصري فوق نجمة داوود.. كنا نشتعل حماسة ووطنية وياليت شباب هذه الأيام يفهموا هذا المعني العميق لحب الوطن المجرد من أيه مصالح شخصية أو منافع ضيقة.. وياريت يحافظوا علي مصر في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن.. ويستشعروا معنا ما يقوم به الرئيس "السيسي" من شق قناة السويس الجديدة هذا المشروع العملاق الذي سيدر علي مصر الخير أن شاء الله.