في استفسار من نجاة. أ. م من القاهرة تسأل فيه عن أسباب التهاب العصب الخامس والعلاج الأمثل لآلامه الذي تعاني منه منذ سنوات ويتسبب لها في آلام مبرحة وهل علاجه مسكنات فقط أم أن له علاجاً جراحياً.. يجيب عن سؤالها دكتور حازم عبدالبديع أستاذ جراحات المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني بقوله إن العصب الخامس هو أحد الأعصاب المخية ويوضح بداية طبيعة الأعصاب بقوله إن الجهاز العصبي المركزي ينقسم إلي المخ والنخاع الشوكي وأن الأعصاب الطرفية هي التي تخرج من النخاع الشوكي أما الأعصاب المخية فتخرج من المخ نفسه والإنسان لديه 12 عصباً مخياً تتخذ مسماها من أرقامها. فالأول يسمي بالعصب الحسي الشمي وهو خاص بالأنف والعصب الثاني هو العصب البصري خاص بالنظر والثالث والرابع والسادس تسمي بأعصاب العين ومسئولة عن حركة العين في الاتجاهات المختلفة والعصب الخامس هو عصب الوجه الحسي الخاص بالإحساس في الوجه كله يميناً ويساراً حول العين والخد والفك أما السابع فهو عصب الوجه الحركي مسئول عن حركة الوجه والثامن عصب السمع والاتزان والعصب التاسع هو المسئول عن الاحساس بالتذوق في الثلث الأخير من اللسان والحنجرة والبلعوم. بينما العصب العاشر مسئول عن الحركة في الحنجرة ويسمي بالعصب الحائر نظراً لمسئوليته عن حركة الجهازين التنفسي والهضمي وعن حركة الأحبال الصوتية بالحنجرة والكلام والعصب الحادي عشر يغذي عضلة بالرقبة وأخري بالكتفين ومسئول عن حركة الرقبة يميناً ويساراً وعن حركة الأكتاف فوق وتحت أما العصب الثاني عشر فمسئول عن حركة اللسان. يضيف دكتور حازم أن أسباب آلام العصب الخامس نوعان إما أسباب أولية وهذه غير معروف السبب في حدوثها أو أسباب ثانوية وهي معروف أسباب الآلام فيها فقد تكون بسبب أورام في العصب الخامس نفسه وقد تكون التهابات فيه أو قد تكون بسبب مرض التصلب المتناثر. ويؤكد دكتور حازم أن كل الأسباب الثانوية نستطيع تشخيصها بالأشعة أما إذا لم تكشف الأشعة أي سبب من الأسباب الثانوية الثلاثة فهنا يكون أسباب آلام العصب الخامس هي من الأسباب الأولية وهو من النوع الشائع حدوثه بنسبة 80% أي أكثر من الثانوية.. وعن العلاج يوضح دكتور حازم أن هناك علاجاً دوائياً وحيداً لآلام العصب الخامس وهو التيجريتول 200مجم ونبدأ فيه بجرعة 200 أي نصف حبة صباحاً ومساء ونزيد الجرعة تدريجياً حتي نصل إلي 6 حبات في اليوم بحد أقصي 1200 مجم للجرعة اليومية وإذا لم يفلح العلاج الدوائي في تخفيف الآلام المبرحة له يكون الحل هو التدخل الجراحي بإزالة الورم أو الالتهابات بالعصب أو علاج التصلب المتناثر وهو مرض مناعي حيث يهاجم الجسم بنفسه جهازه العصبي. أما لو كان السبب في الآلام أولية فتجري عملية "ميكرو فاسكولار دي كومبريشن" والمعروف بعملية جانيتا نسبة للعالم الألماني الذي اكتشفها حيث كشف عن أن الأسباب الأولية لآلام العصب الخامس ترجع إلي وجود شريان أو وريد ضاغط علي العصب نفسه في مكان خروجه من جذع المخ فيتسبب الشريان أو الوريد بنبضاته في تعرية الطبقة العازلة المحيطة بالعصب مما يتسبب في كهربة العصب مولداً تلك الآلام المبرحة والحل هو التدخل من خلال جراحة ميكروسكوبية أو منظار يتم فيها فصل الوريد أو الشريان عن العصب الخامس وتغليف العصب بمادة عازلة من التيفلون أو الداكرون وهي عملية تجري في مصر بنسبة نجاح 98% وتستغرق من ساعة إلي ساعة ونصف الساعة فقط كما يمكن إجراؤها لكافة المرضي سواء كانوا صغاراً أو شباباً أو مسنين دون أي مضاعفات تُذكر.