توجهنا ومعنا عينة من مخلفات الشيبسي التي اشتريناها من تاجر شبرا منت إلي معامل وزارة الصحة لتحليلها فاكتشفنا أن نتيجة هذا التحليل قد تستغرق ما بين شهرين إلي ثلاثة أشهر لذلك تركنا عينة في هذه المعامل. وتوجهنا إلي قسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث لمعرفة خطورة ذلك الشيبسي علي الصحة العامة وذلك لحين الحصول علي النتيجة النهائية من معامل وزارة الصحة. قابلنا الدكتورة ماجدة سليمان محمد أستاذ مساعد بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث.. قالت إنه للأسف بعض الأسر تعتقد أنها بإحضار بعض أكياس الشيبسي وبعض المقرمشات المقلية الأخري المتوفرة بالسوق لتكافئ أطفالها علي تصرف أو لتدخل السعادة علي أبنائها أو حتي اقتناء بعض الأكياس كبيرة الحجم بالمنزل لجعلها في متناول الطفل أينما يشاء ولكن تلك المقرمشات والشيبسي وهي في حالتها الطبيعية بالكيس لها مخاطر فهي تساوي شرب 9 لترات من الزيت سنويا في حالة أكله بانتظام والكيس في حالته العادية يحتوي علي سعرات حرارية تتراوح بين 500 إلي 1000 سعر حراري مما يعرض الاطفال للسمنة بسبب ارتفاع نسبة الدهون الضارة في الكيس مما يؤدي إلي أن تترسب في الأوعية الدموية وتسبب أمراض تصلب الشرايين والقلب وذلك لقلي الرقائق في زيوت مهدرجة. أشارت إلي أن كميات الملح وإضافة الأصباغ دون قيد علي تلك الرقائق هي مواد كيميائية وإضافتها عشوائيا أحد أسباب مرض السرطان أما المادة المغلفة فهي أصلا من القصدير وهي مادة مسببة للسرطان وعند التخزين في ظروف سيئة تتاكسد الدهون الموجودة وتتزرنخ مما يؤدي إلي حدوث سرطانات وأمراض القلب. تضيف الدكتورة ماجدة: هذه العينة تبدو من رائحتها المزرنخة أنها تعرضت لدرجة كبيرة من التلوث واشعة الشمس المباشرة مما نتج عنها التفاعل مع محتواها العالي من الزيوت والأملاح ويساعد علي تحول بعض المواد المضادة للأكسدة الموجودة بهذه الأغذية إلي بيروكسدات ضارة فتؤدي إلي زيادة في نشاط بعض الميكروبات الممرضة والتي تسبب اضطرابات هضمية واسهالاً بالاضافة إلي أن الفلفل والشطة والكاتشب المستخدمة في هذه المقرمشات بسبب تعرضها للحرارة تتفاعل وتزيد من افراز في المعدة بسبب التهابات المعدة والقرحة وكذلك تنشيط مادة الاكريلاميد وهي مادة كيميائية تستخدم في صناعة البلاستيك والتي لها تأثير خطير علي الحامل وتصل للجنين عبر المشيمة ويمكن تسريبها للطفل الرضيع من الأم مما تضعف الجهاز المناعي ويؤثر علي الكبد والكلي والعظام. تقول الدكتورة ماجدة إن تناول الطفل للشيبسي قد يصل إلي حد الإدمان ولكن هناك إمكانية في أن يتخلص من تلك العادة وهي ألا يتم حرمانه مرة واحدة من تناول الشيبسي ولكن وضع خطة تدريجية للتخلص منه حيث إن تناوله مرة واحدة اسبوعيا من مصدر نظيف وموثوق لا يشكل اخطارا جسيمة علي الطفل وعلي بنيته الصحية ولكن يجب ألا يكون أكله علي معدة فارغة لانه سيشعر الطفل بالشبع ومن ثم يفوت عليه تناول وجباته الرئيسية ويجب هنا استخدام البطاطس الطازجة للقلي في المنزل بدلا من الشيبسي وبالتالي تضمن الأم نظافة الزيت المستخدم ونوعيته كما يمكن سلق البطاطس الطازجة وتقطيعها بشكل جذاب للأطفال وإضافة بعض الملح والكاتشب لإضافة نكهة لذيذة ويمكن أيضا استبدال الشيبسي بالبسكويت ولكن بعد التأكد من قراءة مكوناته وخلوه من المواد الحافظة. أضافت إني قمت بنشر بحث عام 2011 بإمكانية التوجه لإنتاج بعض أنواع المقرمشات بالرقائق المحتوية علي قيمة غذائية مفيدة مكونة من نشا البطاطس وبعض أنواع الاسماك حيث إن نشا البطاطس له فوائد غذائية عديدة خاصة علي خفض مستوي الجلوكوز في الدم والاسماك المستخدمة في الخليط غنية في محتواها من البروتين العالي الكفاءة والدهون الغنية بالاحماض الدهنية عديمة التشبع "الأوميجا" ذات الفوائد الصحية العديدة.