سواء رضي النجوم أم اعترضوا فان الواقع الجديد سيغير معالم الخريطة القديمة بكل ما تحمله من تشوهات علي صعيد السينما أو الدراما التليفزيونية أو الغناء ايضا. ستشهد الشهور القليلة القادمة حالة جمود مؤقتة مع ارتباك واضح حتي يستطيع العقل الجمعي الفني استيعاب التغيير الذي طرأ علي المجتمع المصري ومزاجه العام.. وسيضطر آجلا أم عاجلا إلي معالجة التشوهات التي لحقت بالانتاج الفني في كل المجالات.. ستسقط اسماء كانت نجوماً.. وستصعد اسماء كانت في الظلام وستنهار بورصة الأجور التي كانت بالملايين للنجوم وستتراجع ميزانيات الاعمال الفنية إلي المستوي الحقيقي لها.. لن يردد أحد بعد الآن ان مسألة أجور النجوم عرض وطلب بعد ان انكشف المستور واتضح ان العرض مزيف والطلب كذلك. * في الدراما التليفزيونية كانت التشوهات تحدث في الانتاج من خلال علاقات مشبوهة متشابكة يلعب بخيوطها مجموعة مصالح تشكل مافيا حقيقية.. استطاعت ان تزور الواقع وترفع معدلات ميزانيات انتاج المسلسلات بشكل مبالغ فيه وتصنع منافسة غير حقيقية بين النجوم لتصعد أجورهم بشكل مستفز لتسيطر في النهاية علي كعكتي التسويق والاعلانات. نصف مليار جنيه تقريبا كان حجم انتاج مسلسلات في رمضان من العام الماضي.. ميزانيات مسلسلات تراوحت ما بين 60 مليون و20 مليون جنيه للمسلسل الواحد. علي سبيل المثال لا الحصر مسلسل "سقوط الخلافة" 60 مليون جنيه- مسلسل "الجماعة" 30 مليون جنيه- مسلسل "بنت الباشا" 25 مليون جنيه- مسلسل "القناة العاشرة" 30 مليون جنيه- مسلسل "كابتن عفت" 30 مليون جنيه- مسلسل "أكتوبر الآخر" 25 مليون جنيه- مسلسل "كليوباترا" 25 مليون جنيه- مسلسل "بالشمع الأحمر" 25 مليون جنيه- مسلسل "قصة حب" 20 مليون جنيه. يحصل النجوم من ميزانيات المسلسلات علي جزء كبير في أجور مبالغ فيها وتثير الدهشة فعلي سبيل المثال كان أجر الفنان يحيي الفخراني في شيخ العرب همام 7 ملايين جنيه- وحصل المطرب محمد فؤاد وهو الذي يمثل لأول مرة في مسلسل علي 7 ملايين جنيه في مسلسل أغلي من حياتي- وأجر نور الشريف في الجزء الثالث من مسلسل الدالي 6 ملايين جنيه- وأجريسرا في مسلسل بالشمع الأحمر 6 ملايين أيضا الهام شاهين كان أجرها في مسلسل "امرأة في ورطة" خمسة ملايين جنيه وصلاح السعدني في مسلسل "بيت الباشا" حصل علي 4 ملايين ونفس الرقم لخالد صالح في مسلسل "موعد مع الوحوش" ونفس الرقم لغادة عبدالرازق في مسلسل "ازواج الحاجة زهرة"- ممثلة ناشئة مثل مي كساب تحصل علي مليون ونصف في مسلسل "العتبة الخضراء" وصاعدة مثل رزان مغربي 2 مليون وجومانا مراد ايضا 2 مليون ومي عز الدين 3 ملايين وأشرف عبدالباقي 3 ملايين . ملايين لن تتكرر سواء في الانتاج أو اجور النجوم بعد ان تتفكك التحالفات والمشاركات ومقاولات الباطن أو بالاحري العصابات التي تكونت لنهب صناعة الدراما علي مدي سنوات طويلة. ستذهب كعكة الاعلانات علي الشاشات وخاصة التليفزيون المصري إلي خزائنه الشرعية وستمر عبر طرق مباشرة كما كانت.. وستذهب الميزانيات الحقيقية إلي الاعمال ذاتها دون تزويد أو تسريب او مبالغة.. لن يجد أحد ممراً خفيا للعمولات وستعود الاجور إلي مستواها الطبيعي وخاصة مع لائحة أجور النجوم التي يضعها التليفزيون. * قد تكون صناعة السينما لم تشهد نفس حالات التلاعب والفساد ولكنها تأثرت واثرت في المزاج العام وتصاعدت علي مستوي البيزنس قيمة الافلام السطحية والضحلة وتعاظمت معها أجور نجومها وميزانيات انتاجها.. ولكن صناع السينما الذين يجدون انفسهم الآن في ورطة يجب ان يخرجوا منها بعد تغير المزاج العام بعد ثورة 25 يناير سيتفرقون بعض الوقت لتحديد سيرتهم الجديدة ولن يستطيع المنتجون الاستمرار علي نفس المنوال في المنافسة بافلام فاسدة تعتمد علي التهريج والاضحاك.. فالجمهور الذي كان يتعاطي هذه الاشياء تغير الآن وفاق علي واقع جديد قد يكون اكثر جدية واكثر ميلا للتغيير لكنه لن يعود ابداً وخاصة جمهور الشباب إلي اجترار اليأس في دور عرض مظلمة مع افلام تستخف به وتغيبه عن الواقع. من المؤكد ان ايرادات الافلام ستشهد انخفاضا واضحا في الشهور القادمة ولن يغامر المنتجون والشركات الكبري بانتاج افلام ذات ميزانيات ضخمة وسيراجع الجميع أجور النجوم التي كانت تمثل جزءاً كبيراً من ميزانية أي فيلم وسيراجعون ايضا اسماء النجوم ومدي ملاءمتهم لمؤشر المزاج الحالي والقادم للجمهور وقد يضطرون إلي اقصاء العديد منهم بلا رحمة فالزمن لم يصبح زمنهم وبنظرة سريعة علي أجور بعض النجوم في السينما نري ان قائمة الأجور التقريبية كالتالي أجر عادل امام 15 مليون- محمد سعد 15 مليون- أحمد السقا 4 ملايين- خالد صالح مليون ونصف- هيفاء وهبي 3 ملايين- أحمد حلمي 5 ملايين- سمية الخشاب 2 مليون- سولاف فواخرجي 3 ملايين- هاني رمزي 4 ملايين- محمد هنيدي 8 ملايين- خالد النبوي مليون جنيه- هاني سلامة 4 ملايين- مصطفي شعبان مليون ونصف وغيرهم. فالجمهور الآن يريد ان يشاهد سينما مختلفة ونجوماً مختلفين ومن المرجح ان تتعاظم قيمة الافلام التي تعتمد علي البطولة الجماعية وستتراجع افلام النجم الواحد الذي يحصد نصف ميزانية الفيلم كأجر له.. لن يستطيع احد او جهة او اتفاق بين المنتجين علي تخفيض الاجور ولكن الواقع نفسه في دور العرض سيجبر الجميع علي إعادة التفكير والبحث من أجل سينما ارقي وأفضل. * من المعروف ان عالم الكاسيت يكاد يكون قد انتهي فلا توجد الآن منافسة في الألبومات الجديدة ولا يقدم علي الانتاج الا عدد قليل من الشركات وبات التنافس الآن علي الانترنت وستشهد بورصة اسعار نجوم الغناء في عالم الكاسيت انهيارا جديدا وبعد ان تواري عدد كبير من النجوم المعروفين عن الانظار بسبب تراجع الانتاج وتراجع المبيعات مثل هشام عباس وايهاب توفيق ومصطفي قمر وحكيم وحميد الشاعري وغيرهم الكثيرين الذين كانوا يشكلون قاعدة في سوق الكاسيت وباتت البوماتهم الجديدة حاليا شبه معدومة وان كان نجا من هذا الانهيار القليل من النجوم مثل عمرو دياب وتامر حسني واليسا ونانسي عجرم ومحمد منير. فإن الفترة القادمة ستشهد صعود نجوم جدد في وسائط مختلفة عن تقليدية سوق الكاسيت ولن تستمر سوي الشركات التي تستطيع تحقيق ارباحها في الوسائط الجديدة بالاضافة إلي الفضائيات والاذاعات والمبيعات طبعا في الاسواق العربية والخليج. لذا ستنخفض أجور نجوم الغناء وقد تنعدم في عالم الكاسيت ويلجأ المعظم الآن للانتاج لنفسه وسيكون اعتمادهم بالطبع علي الحفلات والسهرات والحفلات الخاصة والحفلات الخارجية التي ستتحدد وفق مقدرتهم علي المحافظة علي نجوميتهم وانتشارهم في الوسائط الجديدة ومن جمهور الشباب علي الانترنت عنهم.. ويذكر ان أجورهم في الحفلات والافراح تراجعت كثيرا عن ذي قبل.