تحت هذا العنوان أعلاه ستجد علي الإنترنت مجموعة من الأعمال الوثائقية المعتمدة علي الترجمة الإنجليزي لبردية "آنا" الموجودة في المتحف البريطاني مع مشاهد ولقطات من المتحف توضح التعاليم والطقوس والنقوش علي جدران المقابر والتوابيت الحجرية "فالكتاب" بمثابة دليل للمتوفي للعبور إلي الدار الآخرة.. يوجد ترجمة عربية لكتاب.. ولكن الأفلام الوثائقية المتاحة علي شبكة المعلومات الدولية توفر للمشاهد متعة مضاعفة.. الفيلم رحلة فكرية روحية وقيمية وطقسية للميت قبل ان ينال الخلود بالعبور إلي الدار الأبدية. المصريون القدماء كانوا يؤمنون بالبعث وبعودة الروح إلي الجسد ولذلك حرصوا علي وضع الأشياء الخاصة بالمتوفي من طعام وحلي وكل ما كان يحبه في حياته معه في مقبرته حتي يمكن لروح الميت ان تأكل وتشرب منها عند عودتها إلي الجسم وقبل سعيها إلي الحياة الآخرة. كتاب الموتي أو بالأحري كتاب المتوفي كان يوضع بجوار كل ميت في مصر القديمة حتي يكون دليله في رحلة الخلود.. وقد أفتتن الغرب بالكتاب الذين تحول إلي نبع دائم للحكايات والأساطير والأفلام وخصوصاً للمنتجين في هوليود الذي اعتبروه منجماً وأحد مصادر الرعب حتي أصبح يوجد تيار منها لا يحفظ لهذا الأثر البديع جلاله إلا ما يتعلق بالتعاويذ والتمائم السحرية وأجواء القبور وفكرة "البعث" التي باتت بدورها مصدراً للرعب بالذات في أفلام المومياوات. وفي السطور التالية.. أجزاء من "كتاب الموتي" وهي بمثابة دعاء يدافع به الميت عن نفسه ويسمي الاعتراف بالنفي: أي أنني "لم" أفعل كذا أو كذا. "السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك يا إلهي خاضعاً لأشهد جلالك. جئتك يا إلهي متحلياً بالحق.. متخلياً عن الباطل.. فلم أظلم أحداً. ولم أسلك سبيل الضالين. ولم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي. ولم تمتد يدي لمال غيري. ولم أكن كذباً ولم أكن لك عصياً. ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده". إنني "يا إلهي" لم أجع ولم أبك أحداً. وما قتلت وما غدرت. بل وما كنت مُحرضاً علي قتل. إنني لم أسرق من المعابد خبزها ولم ارتكب الفحشاء ولم أدنس شيئاً مقدساً ولم اغتصب مالاً حراماً ولم أنتهك حرمة الأموات. إنني لم أبع قمحاً بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر. أنا طاهر. أنا طاهر. وما دمت بريئاً من الإثم فاجعلني يا إلهي من الفائزين ومن ضمن الأشياء التي ينفيها المصري القديم أملاً في العفو أنه "لم يدنس ماء النيل باعتباره شيئاً مقدساً". هذه القيم الإنسانية والأخلاقية السامية عرفها الإنسان المصري القديم منذ عدة آلاف من السنين وقد وجدوا من "الكتاب" مئات النسخ عندما اكتشف علماء الآثار المقابر الفرعونية. ولعلي في هذا السياق استعيد "شكاوي الفلاح الفصيح" الذي سجلها المخرج المصري الراحل شادي عبدالسلام "المومياء" في فيلم روائي قصير بديع لا يعرضه التليفزيون علماً بأنه جدير بالمشاهدة مرات. إلي جانب الأفلام الوثائقية التي يشاهدها الملايين خارج الحدود من خلال قنوات متخصصة في بث الأعمال الوثائقية والتاريخية ومنها المرتبط بالحضارات القديمة وفي مقدمتها الحضارة المصرية والتي يعكس جانباً من عظمتها "كتاب الموتي" الموجود أجزاء منه مترجمة بالاضافة إلي الأفلام الوثائقية وكلها مراجع اعتمدت عليها بدافع الاستمتاع وشحن المعنويات وتجديد الأمل بأن الشعب الذي عرف أهم مبادئ "الدين" والأخلاق واعترف قبل شعوب العالم بفكرة "الدين" والبعث والتوحيد لا يمكن ان ينتج للدنيا أمثال "داعش" وسلالتهم من الإرهابيين هؤلاء سلالة الشيطان. "يا إلهي نحن لم نقتل. ولم نغدر ولم نضل".