في كلمته للأمة بمناسبة المولد النبوي الشريف.. خرج الرئيس عبدالفتاح السيسي عن "النص المكتوب" أكثر من مرة لأهمية ما يتحدث فيه وعرض المزيد من التفصيلات بأسلوب سهل ممتنع وبمفردات نابعة من القلب لتدخل قلوب وعقول المتلقين من أقصر الطرق. لعل أهم المواقف التي خرج فيها الرئيس عن نص الخطاب وكان لابد أن يخرج عنه حينما كان يتحدث عن الصدق والأمانة والاخلاص وعندما تكلم عن اتقان العمل مستدعيا حديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه "إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". هنا أقولها وبأعلي صوت : آه لو تحلي كل منا بالصفات الأربع "الصدق والأمانة والإخلاص واتقان العمل".. حتماً سنقود وقتها الأمم بلا استثناء. ما أعظم أن يكون الإنسان "صادقا" مع ربه ونفسه وغيره.. فالكذب صفة كريهة تحرم بني آدم من الإيمان بنص حديث الرسول حين سألوه.. هل المؤمن يقتل؟ قال نعم.. هل المؤمن يسرق؟ قال نعم .. هل المؤمن يكذب؟ قال لا. إن للصدق عديدا من المزايا.. أولاها تصنيفه بأنه "مؤمن". وثانيها أنه شجاع. وثالثها أنه قوي. ورابعها أنه بصدقه يكسب ثقة الجميع.. الإنسان الصادق لا يخشي في الله لومة لائم ومهما كلفه ذلك.. يقول كلمة الحق عند سلطان جائر ولا يبالي أو يعترف بخطأ ارتكبه ندما متقبلاً أي عقاب. وما أروع أن يكون الإنسان "أميناً" مع ربه ونفسه وغيره.. فعدم الأمانة وبال علي صاحبها حيث يلفظه الناس ولا يأمنون جانبه وتتشتت نفسه الخربة أصلا ثم لا يجد سوي الخسران المبين عندما يلاقي المولي يوم الموقف العظيم. وما أحلي أن يكون الإنسان "مخلصاً" لله ولنفسه ولغيره وليس غداراً بهم.. المفروض أن يؤدي الفروض والعبادات ويلتزم بالأوامر والنواهي الالهية بنفس مطمئنة وقانعة رهبة من عذاب المولي ورغبة في ثوابه. وأن يخلص للناس ويتعامل معهم بأخلاقه هو وليس بأخلاقهم هم حتي لا يجمع كل نقائصهم في جسده.. وبالتالي.. يكون قد اخلص لنفسه وبرأها من كل عيب. وما أحوجنا إلي "اتقان العمل" لأن به مردودين ديني ودنيوي.. دينياً لا يمكن مساواة الذين يؤدون عملهم باتقان ودقة بالذين لا يعملون أصلا أو ينجزون أعمالهم باهمال. ودنيوياً لأن العمل المتقن يجعل الأموال التي أنفقت عليه قد وضعت في موضعها الصحيح ويعطي عمراً أطول للمنتج .. أما العمل غير المتقن في طريق أو كوبري أو سلعة أو غير ذلك فإنه يهدر المال ويقلل من كفاءة المنتج وينهي صلاحيته سريعاً.. وهذا لا يرضي الله ورسوله. أدعو نفسي وادعوكم جميعاً إلي الالتزام أكثر بالصدق والأمانة والاخلاص واتقان العمل راجين الأجر والثواب من الله قبل البشر. نموذج للمواطن المصري .. هل هناك دليل علي مدي تلاحم جناحي الأمة من مسلمين واقباط أكثر من أن الزميل الذي غطي احتفال الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف في "المساء" أمس هو ابننا العزيز "القبطي" عاطف مكرم..؟؟ شكراً عاطف علي تغطيتك المتميزة.. أنت نموذج صالح للمواطن المصري.