شاءت الاقدار ان يتم اختياري ضمن الوفد الصحفي الذي وقع عليه الاختيار من قبل المجلس القومي للشباب برئاسة د. صفي الدين خربوش للسفر إلي المانيا ضمن بروتوكول تعاون مشترك بين مصر والمانيا في مجال الصحافة الشبابية. ومنذ أن وطأت قدمي إلي أرض مطار برلين تذكرت حينها التجربة الالمانية في النهوض بالمانيا بعد الدمار الشامل في كافة المجالات الذي حدث لها بعد الحرب العالمية الثانية ووصولها إلي انها اصبحت الآن من اولي الدول الصناعية في العالم وتمنيت وقتها ان تنهض مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة وتعود إلي امجادها ومكانتها الحضارية وسط بلاد العالم. سيناريو النهوض بالمانيا تمثل امامي في لحظة وجودي بالمطار والتي تمثلت انه كان هناك خيارات عديدة أمام الالمان بعد الحرب. منها البكاء علي أطلال المانيا. والشعور بأنهم ضحايا. ومن ثم فقدان الرغبة في الحياة أو خداع النفس وتسمية الهزيمة أسماء مزيفة مثل "النكسة" أو "الكبوة" أو "أم المعارك" وعندها كان من الممكن فهم تمسك الجماهير بالقائد المسئول عن الهزيمة. حتي لو طلب- في شكل مسرحي- التنحي عن السلطة. أما الخيار الذي قرر الالمان التمسك به. فهو الاعتراف بالمسئولية. دون ان يعني ذلك مطلقاً التهاون في حقوقهم. أو التخلي عن حقهم في المشاركة في تحديد مستقبلهم. وهذا هو الدرس الاول. ومما لاشك فيه ان رفض الرئيس الامريكي روزفلت لمشروع مورجنتا وبجعل "ألمانيا دولة زراعية فقط". ووجود قناعة لدي البريطانيين والامريكيين بأنه يجب ألا يتكرر خطأ ما بعد الحرب العالمية الاولي. حين فرضت القوات المنتصرة علي ألمانيا قرارات مهينة. مما جعلها تنتهز الفرصة للانتقام. ولذلك عرض وزير الخارجية الامريكي جورج مارشال في عام 1947م المشروع المعروف باسمه لدعم دول أوروبا. فاتهمه وزير خارجية الاتحاد السوفيتي مولوتوف. بأن "الولاياتالمتحدة وبريطانيا تسعيان لاستعباد ألمانيا بهذه المساعدات" ورغم إدراك الالمان منذ البداية ان الامريكيين "لم يفعلوا ذلك من أجل أعينهم. بل لانهم يسعون إلي الحيلولة دون تفشي الشيوعية في غرب ألمانيا. كما حدث في شرقها. علاوة علي أن قبول هذه المساعدات مشروط بالتعاون مع بقية الدول المتلقية للمساعدات. بهدف الحفاظ علي الاستقرار في أوروبا علي المدي الطويل. وان هذا التصرف نابع من فكر تاجر ماهر. يستثمر أموالاً يعرف انها ستعود إليه مستقبلاً. فإن المسئولين الالمان رحبوا بقبول تلك المساعدات. من ناحية لعدم وجود بدائل أخري أمامهم. ومن ناحية أخري لانهم كانوا قد عثروا علي الخطة الطموحة للمستقبل. وهذا هو الدرس الثاني. أي عدم المكابرة عن قبول المساعدة في وقت الحاجة الماسة. من أقل الاعداء سوءاً بشرط ان تتفق مع حساباتك. وان تكون المساعدة هي الاستثناء لا القاعدة . بهدف الاعتماد علي القدرات الذاتية في أقرب حين. هل يمكن الاستفادة من تجارب الاخرين ولا نستكين ونظل نبكي علي اللبن المسكوب فامام أهل مصر المحروسة اعادة امجادها بسواعد شبابها الابرار الذين كان لهم الفضل في التخلص من نظام حكم فاسد قضي علي طموح اجيال عديدة فجاءت الفرصة سانحة امام الجميع لاعادة بناء مصر الحديثة فهل من مجيب؟؟!!