مما لا يدعو للشك أن الانتخابات البرلمانية القادمة بالإسكندرية ما هي إلا تنافس بين أعضاء الحزب الوطني المنحل والسلفيين.. أما باقي أحزاب المعارضة فهي خارج نطاق الخدمة منذ وقت طويل . ونعود للبداية فجميع اعضاء الحزب الوطني المنحل ممن خاضوا الانتخابات السابقة البرلمانية ولم يكتب لهم النجاح أو حتي يحصلوا علي أصوات تذكر ما بين أعضاء مجالس محلية محافظة وأحياء أو أعضاء تنظيميين أو حتي أعضاء بالوطني من الصف الثالث يستعدون لخوض الانتخابات سواء من خلال أحزاب أو بصورة فردية وأصبحت لعبة الكراسي الموسيقية في التنقل بين الأحزاب هي السمة الرئيسية بالإسكندرية فمن هو عضو في حزب المؤتمر اليوم أو الحركة الوطنية تفاجأ بأنه في اليوم التالي بحزب "جبهة مصر بلدي" خاصة أن ما يقرب من ستة أحزاب بالإسكندرية من الاحزاب الجديدة يرأسها قيادات بالوطني سابقون فأمين حزب "الحركة الوطنية" هو "مجدي طايع" أمين المجالس المحلية بالوطني حتي حله وأمين حزب "جبهة مصر بلدي" هو "أحمد عوض" رئيس المجلس المحلي للمحافظة حتي حله وأمين تنظيم الحزب الوطني السابق.. أما حزب "المؤتمر" فأمينه هو "أحمد مهنا" عضو مجلس الشوري عن الحزب الوطني وحزب "الشعب الجمهوري" فأمينه هو "يسري شعبان" عضو المجلس المحلي للمحافظة عن الحزب الوطني وعضو هيئة مكتب سابق للحزب وحزب "الأحرار الدستوريين" فأمينه هو "مجدي عفيفي" عضو مجلس الشوري عن الحزب الوطني و "حزب المحافظين" أمينه هو اللواء "أحمد رشدي" رئيس جهاز أمن الدولة الاسبق.. أما حزب "مستقبل وطن" فيرأسه بالإسكندرية "عمر الغنيمي" نجل القيادي الوطني السابق "جمال الغنيمي" الأمين المساعد لدائرة الرمل وان كان نجله في أعقاب الثورة قد اتخذ اتجاهاً مخالفاً وكان من الداعمين لحمدين صباحي وحملته الانتخابية.. وبصورة عامة فان أغلب الاحزاب أعضاؤها ما هم إلا اعضاء سابقون بالوطن.. حتي حزب "المصريين الاحرار" بعد ان كان أقوي حزب معارض بالإسكندرية انفرط عقده بعد رحيل شريف بغدادي أمين الحزب وهناك اتفاقيات حالية مع بعض اعضاء الحزب الوطني لخوض الانتخابات .. أما "تيار الاستقلال" فبعد سلسلة من الاجتماعات المستمرة الاسبوعية بأحد فنادق الإسكندرية بين رئيس التيار وأعضاء من الوطني المنحل لم يستقر بعد علي قائمة . ** ففي دائرة العامرية اعلن الشيخ "شريف الهواري" أحد قيادات الدعوة السلفية والمهيمن علي دائرة العامرية بعقدة مجالس عرفية يأخذ فيها بأحكامه علي أنها قوانين أعلن خلال درسه بمسجد عباد الرحمن بالعامرية عن تبرع "سعداوي ضيف الله" عضو مجلس الشوري السابق بالوطني "بمليون جنيه" مؤكداً أن المبلغ من اجل الله وليس من اجل الانتخابات وبالفعل فأن "شريف الهواري" قد صمم علي نزول اثنين من أعضاء حزب النور علي المقعدين وهما حتي الآن "حسن خليل" عضو مجلس الشعب في الدورة السابقة عن حزب النور عن دائرة الدخيلة ولكنه نقل نفسه هذه المرة لدائرة العامرية ليبتعد عن منافسة أفراد أسرته الذين لا يخوضون الانتخابات القادمة بالدخيلة أما المرشح عن المقعد الثاني فهو "أحمد الشريف" عضو مجلس الشعب عن الدورة السابقة أيضاً عن دائرة العامرية وهو الترشيح الشخصي "للهواري" لكونه أحد مريديه ويتميز بين جميع أعضاء حزب النور "بجلبابه القصير" صيفاً وشتاء وبصورة عامة فان الكتلة التصويتية لحزب النور والدعوة السلفية بالعامرية تقترب من "140 ألف صوت" ظهرواً جلياً في الانتخابات السابقة. ينظم "حزب النور" والدعوة السلفية 18 قافلة الاسبوع المقبل بين العامرية والدخيلة للارشاد الزراعي والطبي والبيطري كدعاية انتخابية مستترة أما دائرة الدخيلة فيعتزم الشيخ سعيد الروبي نائب الدعوة السلفية ترشيح نجله "محمود" ولم يتم حسم ما إذا كان "حزب النور" سيترشح علي المقعد الثاني من عدمه.. أما دائرة الجمرك والمنشية فأقوي المنافسين عليها حتي الان الدكتور "طارق فهيم" أمين حزب النور السابق والذي ترك منصبه في اعقاب عودته من سوريا لاسباب مجهولة. اما بالنسبة لدائرة مينا البصل فأقوي المرشحين هو عصام حسنين عضو مجلس الشعب في الدورة السابقة وبدائرة الرمل المهندس أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب السابق أما المنتزه فأقوي المرشحين هما "محمد الزعيري" و "عبدالله بدران" أمين الحزب بالإسكندرية ولا يزال حزب النور يدرس باقي الدوائر حيث ان هناك أماكن لا يتمتع فيها بشعبية جارفة منها "العطارين واللبان" وباب شرق وسيدي جابر وكرموز. ولعل الاغرب هي الحملة الجديدة التي يعتزم "حزب النور" اطلاقها وتحمل اسم حملة "فتح الابواب" وهي مشابهة لحملة الوطني السابق "طرق الابواب" الا ان حملة النور تعتمد علي دخول المنازل ومع كل حملة يكون مصاحباً لها شيخ لالقاء الموعظة وتعريف اهل البيت بمرشح الحزب والنقاش الديني المعروف به السلفيون لدعم مرشحهم وهي حملة من الممكن ان تأتي بتأثير كبير في دوائر قطاع غرب والقطاع الريفي بالإسكندرية.. ويظل الصراع حتي الان ما بين الوطني المنحل والسلفيين .