رغم أنه أبغض الحلال إلي الله عز وجل وأول خطوة في طريق تفكك الأسرة وظهور المشكلات الاجتماعية إلا أن معدلاته تفوق الخيال إنه الطلاق الذي تصدر بشأنه إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء من وقت لآخر.. حالات طلاق بالآلاف وللأسف في السنوات الأولي من الزواج. للأسف أصبح هو الحل الأسرع والأسهل الذي يستدعيه الزوجان مع أول خلاف أو خصام كأول الحلول للتعامل مع المشكلات الزوجية. حتي وقت قريب كانت الأسرة المصرية تنعم بالقوة والاستقرار والترابط ماذا حدث هل التغيرات الاجتماعية أثرت علي تركيبة الأسرة المصرية حتي جعلتها لا تعد تحتمل ظروف الحياة القاسية عكس ما مضي. الواقع يقول إنه لم تعد القيود السابقة أو العادات والتقاليد تفرض عائقاً يذكر أمام الأزواج الذين يلجأون إليه دون تفكير حتي انه أصبح جزءًل من نسيج المجتمع المصري الحديث. بنظرة فاحصة ومدققة نستطيع أن نلمس الأسباب التي تؤدي إلي هذه الآفة المجتمعية التي تهدد استقرار أسرنا.. قد تكون الأعباء الحياتية والفقر سبباً قوياً في نهاية حياة زوجية لعدم مقدرة الزوج علي الإنفاق علي أسرته وقد يكون الزواج السريع الذي يفتقد لمقومات نجاحه واستمراره أحد الأسباب فيكون زواجاً سريعاً وطلاقاً أسرع منه.. وعدم إدراك الزوجين قدسية المسئولية والالتزام فنفاجأ بفشل علاقات بسبب ذلك من كلا الطرفين.. والسنوات الأخيرة عشنا مأساة كثير من الأسر بسبب المقاهي والتي ألهت الكثير من الأزواج عن متابعة أسرهم ربما تتسبب سلبية الزوجة في الطلاق عندما لا تتردد الزوجة في ترك منزلها واللجوء إلي بيت أهلها مع أول خلاف وبقائها بعيداً عن منزلها لفترة طويلة ومع تكرار السلوك يشعر الزوج أنه يستطيع الاستغناء عنها ويصبح الطلاق أسهل بالنسبة له. ربما يتسبب انتقاد أحد الزوجين للآخر في اتساع الهوة بينهما وفقدان الثقة بما يمهد طريقاً سهلاً للانفصال.. وربما التلاعب بكلمة الطلاق في البيت ومع الأصدقاء سبب آخر حتي تصبح كلمة دارجة علي لسان الزوج.. لتتحقق علي أرض الواقع ولا تقتصر علي الكلام فقط. قد يكون عمل الزوجة وراتبها عاملاً وسبباً من أسباب الخلاف فتري بعض الزوجات أن لها ذمة مالية خاصة بها ولها الحق في أن تنفق أو لا تنفق في وقت يري فيه الزوج أن راتبها يجب أن يوجه كاملاً للإنفاق علي الأسرة طالما أنها تقتطع جزءاً كبيراً من الوقت خارج البيت الذي هو أساساً مسئوليتها قد يكون تدخل أسرة أحد الزوجين سبباً في توسيع هوة الخلاف بين الزوجين. وأياً كانت الأسباب فالنتيجة واحدة انهيار الكيان الأسري وضياع الأبناء نعم ما أقساها توابع الطلاق من ظلم وبهدلة للأطفال ودور الأيتام قصص وروايات يشيب لها الوجدان.. وحيرة المطلقة في أروقة المحاكم بحثاً عن حقوقها وحقوق أبنائها بداية من النفقة ومصاريف المدارس والتمكين من مسكن الزوجية والولاية التعليمية إلي آخره فضلاً عن إحساس المرأة. المطلقة بالضعف ومعاناتها من النظرة السيئة للمجتمع والتي بسببها قد ترضي كثير من السيدات باستمرار الحياة الزوجية خوفاً من الوصول لهذه المرحلة الحرجة. المأساة متشعبة وتوابعها سخيفة وتحتاج منا كمجتمع إلي يقظة وانتباه ولتكن البداية الاختيار الصحيح الذي يضمن للعلاقة الاستقرار والاستمرارية فهل نتبه؟ كلمات لها معني: * يُولد الإنسان وحده ويمرض وحده ويتألم ويكابد وحده ويموت وحده ويلقي الله وحده ولا نملك أكثر من أن نهوِّن علي بعضنا الطريق. * الجاهل ينظر إلي نقائص غيره ليدينه عليها والحكيم ينظر إلي الفضائل ليتعلم منها. * لا تضيعوا وقتكم بالشرح فالناس لا تسمع إلا ما تريد سماعه.