كنت ضيفاً علي إذاعة صوت العرب وسألتني المذيعة اللامعة "ياسمين إبراهيم" عن المكاسب التي حققتها "الجمهورية" من وراء تنظيم مؤتمر "ضد الإرهاب". وقلت من بين ما قلت إن جميع مؤسسات الدولة عليها واجب وطني في مواجهة تلك الظاهرة التي تهدد أمن وسلامة واستقرار الوطن بعيداً عن النظرة الضيقة والسطحية التي تري كل شيء من منظور المكسب والخسارة. ومع ذلك فقد حقق المؤتمر العديد من المكاسب أهمها - أو في مقدمتها - أنه كان مثالياً سواء في التنظيم أو اختيار الضيوف والمحاور. ليخرج البيان الختامي متكاملاً وقابلاً للتنفيذ لمن أراد مواجهة شاملة وناجعة مع الإرهاب بكل صوره المادية والمعنوية. هذا النجاح يأتي في وقت مهم للغاية بالنسبة للمؤسسات القومية التي تسابق الزمن من أجل استعادة دورها في خدمة قضايا المجتمع. بعد أن أثبتت التجربة أن الآخرين - إلا من رحم ربي - يعملون بمنطق البيزنس وحده حتي لو علي حساب المصالح العليا للوطن. وهو الأمر الذي تنبه إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي بحسه الوطني. فجاءت دعوته الكريمة للاجتماع برؤساء مجالس إدارات الصحف القومية وإصدار توجيهاته للحكومة بتشكيل لجنة لبحث مشاكل تلك المؤسسات المثقلة بأعباء مالية متراكمة تعوق أي محاولة للانطلاق إلي الأمام. لقد شاء حظنا العاثر أن نتحمل ميراثاً صعباً وتركة ثقيلة. فما حدث في مصر علي مدار الثلاثين عاماً الأخيرة من تجريف للعقول وتراجع كبير ومؤثر بكافة مؤسسات الدولة طال الصحف القومية مثل غيرها. وعاش العاملون بتلك المؤسسات من صحفيين وإداريين وعمال سنوات من القلق والإحباط في ظل أحلام مشروعة تنطلق من إمكانات كبيرة ومهنية عالية تؤهلهم لاستعادة الصدارة بين وسائل الإعلام الأخري. وواقع صعب لا يسمح لهم حتي بالتنفس.. ولم يعد الكلام عن خصخصة صحفهم سراً في ظل اتجاه الدولة لبيع معظم المؤسسات. والحقيقة أن هذا الكلام ظل يتردد حتي بعد ثورة يناير ولم يتوقف إلا بتدخل الرئيس السيسي ليفتح أبواب الأمل من جديد. ثم جاء الرد سريعاً بمؤتمر "ضد الإرهاب" ليعلن أننا جاهزون للعمل ومستعدون للتحدي. أهم مكاسب المؤتمر أننا قدمنا بياناً عملياً يؤكد قدرتنا علي النجاح رغم كل الظروف الصعبة. تغريدة: كلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس الضعفاء "نابليون بونابرت".