فجَّر الدكتور عبدالعزيز الحربي أستاذ اللغة بجامعة أم القري بالمملكة العربية السعودية ورئيس مجمع اللغة العربية علي الشبكة العالمية قضية ما كان أغنانا عنها في هذا الوقت الذي تموج فيه الساحة بالكثير من الفتن والأعمال الإرهابية والانقسامات والخلافات وتتمثل هذه القضية في الاقتراح الذي تقدم به الدكتور عبدالعزيز الحربي بتغيير مكان مقام سيدنا إبراهيم من من مكانه الحالي في الحرم المكي وإعادته إلي نهاية صحن المطاف. وقد علل ذلك وفقاً لما أذاعته صحيفة مكة "بأن وجود المقام في وسط صحن المطاف يسبب كثيراً من الزحام للطائفين الذين قدمهم الله سبحانه وتعالي في هذا المكان علي القائمين والعاكفين والركع السجود. ومن الجدير بالذكر وفقاً لصحيفة مكة أيضاً أنه بمجرد طرح هذا الاقتراح انقسمت الآراء البعض أيد وآخرون عارضوا وجاءت هذه المعارضة علي أساس قوي يعتمد علي ضرورة الحفاظ علي الهوية المكية وإرثها الديني والتاريخي وهناك من وقف علي الحياد بين الرأيين حيث يقول بجوازه بشرط الضرورة. بعد هذا العرض وتلك الآراء التي فجرها اقتراح الدكتور عبدالعزيز الحربي سوف يثير خلافات وانقسامات خاصة أن هذه القضية قد تمت إثارتها منذ فترة طويلة وعلي ما أذكر في عهد جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز عاهل السعودية وكان المطروح حينئذ إزالة مقام إبراهيم من مكانه بحجج مماثلة لما أثاره الدكتور الحربي لكن تصدي لهذا الرأي فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة كما سمعت منه في أحد أحاديثه وكان معه مجموعة من العلماء وقد تقدموا بتلغراف لجلالة الملك سعود وقد تضمنت هذه الرسالة بالتلغراف الأدلة التي تدعم ضرورة وجود مقام إبراهيم في هذا المكان وذلك بإشارة واضحة المعالم لتشير لكل قاصد هذا البيت الحرام بأن مكان إبراهيم كان هنا.. وقال فضيلة المرحوم الشيخ الشعراوي إن الرسالة بالتلغراف كانت طويلة جداً حيث حفلت بالكثير من الأدلة والأقوال والأسانيد التي تؤكد ضرورة وجود هذه الإشارة الماثلة أمام الجميع منذ سنوات طويلة وقد تكلفت هذه الرسالة نحو 15 ألف ريال في ذلك الوقت لأنها طويلة جداً. وقد استجاب جلالة الملك سعود لطلب الشيخ الشعراوي ورفاقه من العلماء المصريين وفي نفس الوقت عرض هذه الرسالة بأدلتها علي الأساتذة من العلماء السعوديين وبعد أن استعرضوا رسالة علماء مصر وكل ما ورد بها جاءت آراؤهم متفقة مع إخوانهم من العلماء المصريين. المثير للجدل أنه بعد هذا الاستقرار يأتي حضرة الدكتور عبدالعزيز الحربي برأي لنقل هذه الإشارة التي توضح أنه كان في هذا المكان مقام إبراهيم ونقلها إلي نهاية صحن المطاف مع أن وجودها لا يسبب أي زحام للطائفين وقد شرفني الله بأداء مناسك الحج والعمرة عدة مرات.. ان وجود مقام إبراهيم في هذا المكان لا يشكل أي زحام أو تعطيل للطائفين وتلك الحالة التي استقر عليها جموع العلماء وقاصدي بيت الله الحرام يجب الحفاظ عليها خاصة في الوقت الذي يجري به أكبر توسعة للحرم المكي التي أمر بها جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وعاهل المملكة العربية السعودية ولذلك يجب مراعاة هذه الآراء التي اتفق عليها علماء مصر والسعودية ولا داعي لإثارة أي آراء أخري للحفاظ علي الهوية المكية وتاريخها علي مختلف العصور ويجب أن يكون لدينا ثبات للحفاظ علي وحدة الرأي وعدم تشتيت الآراء في وقت نحن في أشد الحاجة لوحدة الرأي والهدف وفي ضوء مراعاة الآتي