إذا كانت مؤامرات الاستعمار والصهيونية قد أفلحت في تقسيم الوطن العربي إلي دول متعددة. فإن المؤامرات قائمة. ومستمرة. لتجزئة المجزأ. وتحويل كل دولة إلي دويلات. فتنسق الكيانات الهزيلة مع الكيان الصهيوني من حيث المساحة وعدد السكان. وإن تميزت إسرائيل بقوتها العلمية والعسكرية والاقتصادية. مما يسهل سيطرتها علي أقطار المنطقة. في 13 يونيو 1982 قام إسرائيل شاحاك وهو يهودي غير صهيوني ترجمة ما سمي وثيقة "كيفونيم" تحمل المخططات الصهيونية في مؤامرات تقسيم الوطن العربي إلي دويلات. تعاني كل منها أخطار التفتت المذهبي والعرقي والاجتماعي. وهو ما تستطيع النظرة المتأملة أن تتعرف إليه في الأحداث المتوالية التي تعيشها الأقطار العربية. الوثيقة تؤسس لدولة داعش التي يجري الآن محاولة تطبيقها في أقطار الوطن العربي. تنطلق مخططات الوثيقة من العراق. بتقسيمه إلي دولة شيعية. وأخري سنية. إضافة إلي إقليم كردستان. وهو ما يشهده القطرالعراقي منذ بدأ الاحتلال الأمريكي. وحل الجيش العراقي. وتسليم الحكم إلي قيادات لها توجهاتها المذهبية والقبلية. جعلت همها تعميق الانقسامات بين أبناء الوطن الواحد. الوثيقة المؤامرة تسعي للتركيز علي الانقسامات العرقية والدينية في أقطار الوطن العربي. التي أطلقت عليها وصف البيت المؤقت. وهو بيت لا يقوم علي أساس قوي. وأضافت إلي توصيفها بذر الخلافات والكراهية بين أبناء كل قطر. إلي حد قيام حروب داخلية. سعياً لتغيير معالم وحدود أقطار الوطن العربي. ثمة السودان الذي يتكون من أربع مجموعات سكانية. وسوريا ذات الأغلبية السنية. تحكمهم أقلية شيعية علوية تشكل 12% من مجموع السكان. فضلاً عن دروز الجولان. أما العراق فالمؤامرة تشمل إقامة ثلاث دويلات أو أكثر: واحدة من البصرة. وثانية في الموصل. وتنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن الشمال السني الكردي في معظمه. وتخطط المؤامرة في لبنان لخمس سلطات سيادية. وفي دول الخليج واليمن تسعي الوثيقة إلي قيام صراع سني شيعي. يعرض أقطار المنطقة للتفكيك والانهيار. أما المغرب العربي فالمؤامرة تتجه إلي تعميق الخلاف بين الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء. إلي جانب إحياء التطرف الإسلامي في تونس. وتمتد بنود الوثيقة فتشمل حتي الدول غير العربية في المنطقة مثل إيران وتركيا وباكستان وغيرها. لم أناقش في ضوء السماحة المتاحة تناول الوثيقة للمؤامرات ضد مصر. فقد استطاع شعبها أن يواجه العديد من المؤامرات. وينتصر عليها. ويحتفظ بتماسك بلاده واستقلالها.. لكن الأخطار التي تهدد قطراً. أو أقطاراً. في المنطقة. لابد أن تنعكس أخطارها علي الأقطار المجاورة. وعلي الوطن العربي كله. لزم التنويه