لفت نظري أمس الأول وأنا أمر من شارع 26 يوليو وجود عدد كبير من الافراد يرتدي بعضهم زي الشرطة والبعض الآخر "ملابس ملكي" وبصحبتهم سيارات نقل. استفسرت عن السبب.. فعلمت انهم من شرطة المرافق يرفعون الاشغالات التي اكتظ بها الشارع مثل كل شوارع مصر وميادينها بعد ان احتلها الباعة الجائلون ببضائعهم. كما رأيت مجموعة من أوناش المرور.. تسحب السيارات المركونة صفاً ثانياً وثالثاً في فوضي ما بعدها فوضي... قلت الحمد لله.. فهذه أول مرة أري فيها شرطة المرافق تؤدي عملها منذ اندلاع الثورة وشرطة المرور تنظم وقوف السيارات.. وكم جأرنا بالشكوي لكي ينزلوا الشوارع عامة وشارع 26 يوليو خاصة بعد ان حوله الباعه الجائلون إلي سوق الخميس حتي انهم احتلوا نهر الطريق نفسه.. ناهيك عن السيارات المركونة باهمال وفوضي متعمدة وكأن البلد بلا قانون.. * * * ومن بداية الشارع من ناحية حديقة الازبكية حتي دار القضاء العالي وجدت فعلاً ان الشرطة "طهرت" الارصفة والطريق من كافة التعديات والاشغالات وحملت البضائع في سيارات النقل.. كما رأيت السيارات الملاكي مركونة بجوار الأرصفة كما يقول "الكتاب". كان المنظر لافتاً لكل من يمر.. وقد استقبله الناس ببشاشة واستحسان واشادة علنية لرجال شرطة المرافق والمرور. لكن.. يا فرحة ما تمت.. فقبل منتصف الليل بقليل ساقتني قدماي إلي نفس الشارع مرة أخري لأجد ان الوضع قد عاد إلي ما كان عليه.. واكثر. الغريب.. ان الباعة الجائلين تزاحموا لاحتلال أي فراغ موجود بين البائع والآخر.. وعلي امتداد الشارع ليس من حديقة الازبكية حتي دار القضاء فحسب.. بل إلي مطلع كوبري 15 مايو ايضاً.. وكأنهم يتحدون القانون والشرطة التي تطبقه. أما السيارات المركونة.. فحدث ولا حرج.. حيث زادت فوضاها أكثر واكثر. والأغرب.. ان معظم الباعة كانوا يضعون بضاعتهم فوق سيارات ربع نقل للانطلاق بها إذا ما هاجمتهم شرطة المرافق مرة أخري.. بل ويمسك كل واحد منهم "شومة" لاستخدامها عند اللزوم. * * * شيء جيد جدا ان تؤدي شرطة المرافق خاصة واجبها وتطهر الشوارع من الباعة الجائلين الذين شوهوا ارقي وأهم شوارع مصر.. ونفس الشيء بالنسبة للمرور. لكن.. مهم.. ومهم جدا أمران. * الأول: الا تتوقف حملات الشرطة علي هؤلاء الباعة والسيارات المخالفة.. وان تكون دون اعلان مسبق.. لأن غالبية الباعة يعلمون بقدوم الحملة قبل قيامها فينصرفون. * الثاني.. من الانسانية عدم "قطع عيش" احد... ومن حق هؤلاء الباعة ان تكون لهم اسواق أو سويقات حضارية وان يحصلوا علي تراخيص مجانية بالبيع.. حتي لا يزداد طابور العاطلين والخارجين علي القانون. يجب ألا نمنع المخالفة بنشر جرائم.. والبلد لا تتحمل مزيداً من الجرائم ومزيداً من البلطجية.