لم يبق سوي أيام قليلة علي يوم 24 نوفمبر وهي المهلة المحددة للتوصل إلي اتفاق يهدف إلي تبديد المخاوف بشأن برنامج إيران النووي. مقابل تخفيف العقوبات التي يفرضها الغرب عليها. ورغم ادعاءات ايران بان الاتفاق أصبح وشيكا ولم يبق سوي تفاصيل الاتفاق وغيره من هذا الكلام الا ان الواقع يشير إلي تعثر المفاوضات وهو ما سيؤدي إلي تمديدها. في الغالب أو اعلان فشلها. وتمديدها سيبقي الموقف الحالي كما هو.. أما اعلان فشلها فسيؤدي إلي توتر العلاقات الغربيةالايرانية المتوترة أصلا وإعادة فرض العقوبات التي كانت قد تم رفعها. ومشكلة البرنامج النووي الايراني معقدة فالاطراف المعنية بالموضوع لا تشمل أوروبا والولاياتالمتحدة فقط ولكن اسرائيل ودول الخليج العربي وربما روسيا أيضا.. فالدول الغربية وعلي رأسها الولاياتالمتحدة تعمل علي منع أي دولة جديدة من الانضمام إلي النادي النووي الذي يضم دول الاتحاد السوفيتي سابقا والولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا وفرنسا والصين أي الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي. وهناك تقارير تشير إلي أن هناك ما يزيد علي 35 دولة نووية إما من الدول المؤكدة التي تمتلك تقنية نووية وسلاحاً نوويا من خارج النادي النووي فهي باكستان والهند وكوريا الشمالية واسرائيل التي تمتلك سبع مفاعلات نووية اشهرهم مفاعل ديمونة. وقد قطعت ايران شوطا طويلا علي طريق الانضمام للدول النووية حيث استطاعت تخصيب اليورانيوم بنسب عالية يمكن ان تؤدي إلي انتاج سلاح نووي وهو ما ترفضه الدول الغربية وتضغط علي ايران لوقف تخصيب اليورانيوم أو خفض نسبة تخصيبه وتقليل المخزون لديها من اليورانيوم المخصب. الا ان ايران كما هو معروف تنفي سعيها لانتاج سلاح نووي وتؤكد انها لن تتنازل عن حقها في استخدام التقنية النووية لانتاج الطاقة.. ومن الواضح ان اسرائيل لها دور كبير في الضغط علي ايران.. وطالما كان البرنامج النووي الايراني قضية اساسية في المحادثات بين الحكومتين الامريكية والاسرائيلية في السنوات الأخيرة. ولكن كافة التقارير تشي إلي ان هناك اختلافا في وجهات النظر بين الطرفين ازاء البرنامج النووي الايراني. فالولاياتالمتحدة واسرائيل يشعران بتهديد ايران لهما منذ ان انقلبت ايران من حليف إلي عدو في اعقاب الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 الا ان نسبة التهديد الايرانية لواشنطن وتل ابيب تختلف حيث تري الولاياتالمتحدة ان امتلاك ايران للسلاح النووي سيشكل تهديدا لمصالحها في منطقة الشرق الأوسط بينما تري اسرائيل ان هذا الأمرسيشكل تهديدا مباشرا علي وجودها. وهو ما يدفعها إلي العمل بكل قوة لمنع طهران من بناء سلاح نووي حتي لو تطلب الأمر عملا عسكريا. وفي الوقت نفسه فان امتلاك ايران للسلاح النووي سيمثل خطرا علي دول الخليج التي تشعر بالخطر حاليا من سياسات ايران المتمثلة في نشر التشيع في تلك المنطقة.