عندما كنت أقرأ الخبر الذي نشرته معظم الصحف الصادرة بالأمس عن اتهام يوسف بطرس غالي وزير المالية السابق بالاستيلاء علي 435 مليار جنيه من المعاشات واستخدامها في سد العجز في ميزانية الدولة قفزت إلي ذهني أغنية فريد الأطرش: "قدام عيني وبعيد علي.. مقسوم لغيري وهو لي"!! فهذا المبلغ الطائل والرهيب "435 ألف مليون جنيه" المفروض ان تستغل لرفع مستوي هذه الفئة من المواطنين من أصحاب المعاشات .. وان تكون هناك زيادة سنوية في معاشاتهم تلاحق زيادة الأسعار وتعينهم علي مواجهة صعاب الحياة كالأمراض التي تهاجمهم في هذه السن المتأخرة والأدوية التي تلزمهم وتجهيز بناتهم للزواج والصرف علي التعليم والدروس الخصوصية لأبنائهم الذين مازالوا في التعليم. وعلي أبنائهم الذين أنهوا تعليمهم ولم يجدوا فرصة عمل ومازالوا عبئاً عليهم إلي آخر هذه القائمة من المطالب التي لا تنتهي. لكن الذي حدث وسبق الحديث والكتابة عنه في عهد النظام السابق ان هذه الأموال استخدمت في سد العجز لميزانية الدولة بالمخالفة للقانون دون ان تتم مساءلة الذين خالفوه عمداً وهم عمد النظام السابق ابتداء من رأس الدولة إلي رئيس الحكومة ووزير المالية. لكنهم بدلاً من علاج هذا العوار في سياستهم تفاخروا علينا وتباهوا بوزيرهم الذي اعتبروه عبقري زمانه وانه هو الذي يستطيع اصطياد الذئب من ذيله. بينما هو العاجز تماماً عن إدارة النظام المالي للدولة لأنه كان الأعور في نظام كله عميان لا يدري ماذا يفعل سوي التنكيل بكل ما يخرج عليه وعلي فساده. الدكتور سمير رضوان وزير المالية الحالي أعلن ان العجز في ميزانية الدولة يبلغ 72 مليار جنيه وهذا العجز نتج عن الصدمة الاقتصادية التي صاحبت التحولات الديمقراطية. نحن نسأل الوزير: هل هذا العجز الذي يقدر ب 72 مليار جنيه موجود رغم ان أموال المعاشات مازالت موجودة منذ عهد بطرس في أحضان الميزانية حتي الآن.. أم أن هذه الأموال تم فصلها عن الميزانية وبالتالي فإن هذا العجز يمكن سداده من أموال أصحاب المعاشات. أيا كان الرد .. فهل مازلت يا سيادة الوزير مصمماً علي اتباع سياسة بطرس بعدم انصاف أصحاب المعاشات وأن تكون هذه الفئة المغلوبة علي أمرها آخر ما تفكر فيه؟! لقد ركب الغرور سلفك بطرس غالي.. وكان لا يهتم بالنظر إلي هذه الفئة وتجاهل كل النداءات بإنصافهم وتعالي عليهم واعتبرهم مواطنين من الدرجة العاشرة.. وأنت يا سيادة الوزير تراجعت عن صرف فروق علاوة 2008 بأثر رجعي فأصبتهم بصدمة لم يتوقعوها. بطرس غالي تجبر وتكبر فأتي الله بنيانه من القواعد.. ونرجو أن تأخذ العبرة من نهاية الظالمين المتجبرين.