تستعد الشارقة لاطلاق جامعة اسلامية أو "الجامعة القاسمية" لتقديم العلوم الشرعية بهدف نشر الاسلام الوسطي وتقديم صحيح الدين في مواجهة الأفكار المضللة التي شوهت الدين الحنيف. وذلك علي غرار جامعة الأزهر الشريف حيث تستقبل الطلاب من مختلف دول العالم الاسلامي مجانا علي نفقة حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي لدولة الامارات العربية المتحدة وتقدم لهم الإقامة والاعاشة بالإضافة الي منحهم رواتب أو مصروف جيب. وفي تصريح ل "المساء" علي هامش الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أكد مدير المعرض "أحمد بن ركاض العامري" ان الجامعة ستعمل بشكل تكاملي مع جامعة الأزهر وفي الغالب سيتم الاستعانة بالكوادر الأزهرية للعمل ضمن أعضاء هيئة التدريس. مشيرا إلي أن حاكم الشارقة من أكبر الداعمين للأزهر الشريف وجامعته. قال انه سيتم البدء في الإعداد للدورة القادمة من معرض الكتاب بمجرد ختام الدورة الحالية مشيرا إلي وجود مفاجآت جديدة نعدها من الآن للزوار في الدورة القادمة ورفض الافصاح عن هذه المفاجآت. أكد علي النجاح الكبير للدورة الحالية من المعرض مشيرًا الي أن "الهاشتاج" الرسمي للمعرض حقق علي موقع "تويتر" رقما قياسيا من حيث عدد المشاهدات الرسمية المسجلة له حيث وصل إلي نحو 300 مليون مشاهدة باللغة الانجليزية فقط خلال 7 أيام وان اجمالي عدد الزيارات يتجاوز نصف مليار مما يعكس الانتشار الكبير الذي يحظي به المعرض بين متابعي مواقع التواصل الاجتماعي. أوضح ان اقامة المؤتمر المشترك بين المعرض وجمعية المكتبات الامريكية أمس يمثل حدثا ضخما يقام للمرة الاولي في المنطقة وسيؤدي الي تواجد فاعل للعرب داخل مكتبات المدارس الامريكية. وفي سياق متصل فتح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين ملف العولمة التي اجتاحت مجتمعاتنا العربية دون استئذان.. أكد عدد من الخبراء أن الظاهرة اصبحت واقعا لا يمكن انكاره ويجب التعامل مع هذا الواقع ومن ينكر وجوده عليه البحث عن عالم آخر يعيش فيه. قالوا في ندوة ضمن فعاليات المعرض ادارها الدكتور السيد بخيت انه يمكننا الاستفادة من ايجابيات العولمة وتجنب سلبياتها بدلا من وضع رءوسنا في الرمال.. شارك فيه الباحث المصري يوسف زيدان والدكتور رياض نعسان آغا والمؤرخ والباحث العراقي جاستن ماروزي مؤلف كتاب "بغداد مدينة السلام.. مدينة الدم". تحدث يوسف زيدان عن محطات أساسية في العولمة وبداياتها وكيفية التعامل معها من قبل المثقفين المصريين في أول مشوار العولمة موضحا ان العولمة تيار جارف مفتوح لا يمكننا التغاضي عنه أو تجاهله فهو حاضر في مختلف تفاصيل الحياة. أكد انه لا يمكن إنكار العولمة وحضورها ودورها سواء كان المرء أو المثقف مؤيدا لها أو معارضا لها. أما الدكتور رياض نعسان آغا فبدأ مداخلته بالاشادة بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلي حاكم الشارقة كونه النموذج للمثقف الشامل. أكد أن العولمة قدرنا بسلبياتها وايجابياتها وهي لم تستأذن احدا قبل ان تدخل بيوتنا ومن لا يريد العولمة عليه علي الأرجح أن ينقطع عن العالم. عرض "جاستن ماروزي" بحثه وكتابه عن مدينة بغداد منذ عصور قديمة مركزا علي بغداد في ظل الدولة الاسلامية العباسية ومدي قوتها وازدهارها. واستعرض تاريخ المدينة منذ تلك المرحلة وصولاً إلي أيام داعش التي تختلف كلياً عما كانت عليه عاصمة الدولة العباسية التي تميزت بالعلوم والأدب والترجمة والازدهار.