كيف نستفيد بالشباب.. وكيف نحولهم إلي طاقة إنتاج وابتكار وعمل علي أرض الواقع باعتبارهم أمل المستقبل؟! الرئيس السيسي عبَّر عن وجهة نظره وإيمانه الشديد بدور الشباب.. وبقي أن نعمل سوياً لتفعيل هذا الدور. الزميلة الأخبار طرحت فكرة إنشاء منظمة للشباب ولكنني أخشي أن نذهب بتفكيرنا إلي تلك التسمية التي ظهرت في عصر جمال عبدالناصر وما شاب هذه التجربة من سلبيات أفرغتها من الهدف السامي وباتت الفكرة والنظرة عند المجتمع أنه يتم إعداد الشباب داخل معسكرات التثقيف والإعداد لعمل التقارير عن المجتمع بالمفهوم السلبي وليس الإيجابي بمعني الإبلاغ عن الناس والعمل كطابور خامس. نعم نحن نحتاج إلي وعاء يضم الشباب ويعبِّر عنهم بصدق وموضوعية ويستفيد من طاقاتهم وإمكاناتهم لبناء مصر الجديدة التي نحلم بها ونريدها.. ولكن أيضاً يجب أن ننأي بهذا الشباب ليظل بعيدا عن وسائل التلوين والتخوين. نحتاج إلي ثقافة جديدة وقيم نزرعها للعمل والإنتاج وإحياء الضمير وحب الوطن واحترام الصغير للكبير والاستفادة من الخبرات دون إقصاء لأحد لأن مصر تستوعب الجميع دون استثناء. الأحزاب بمختلف توجهاتها لم تعط الشباب حقه.. ولم تهتم به.. ولم تحاول جذبه ليكون قوة دفع لها داخل المجتمع وبين طوائفه المختلفة.. وعلينا أن نهتم في المرحلة القادمة بهذا الدور.. والاهتمام بقضيتين غاية في الأهمية خلال المرحلة المقبلة.. وهما: مواجهة البطالة التي تفشت بين الشباب.. والفقر الذي تتزايد معدلاته. كلتا القضيتين مرتبطتان ببعضهما البعض بشكل أو بآخر ويؤديان إلي أمراض ومشاكل اجتماعية خطيرة.. ولهما علاقة بالإرهاب الذي نعاني منه ونحاربه الآن علي أرض الواقع بدليل التمويل القادم من الخارج لغواية أولادنا وبناتنا من الجيل الصاعد عدة مصر للمستقبل.. فهل نفعل شيئاً في هذا الاتجاه؟! تكوين الشباب الجديد بحق لابد أن يكون هدفه التوحد لبناء جيل قوي قادر علي مواجهة التحديات في الداخل والخارج وأن تساعد الدولة بكل كيانها في هذا الاتجاه الإيجابي. وأن يتم العمل بعيداً عن صخب الفضائيات والرغبة في الشو الإعلامي وأصحاب الصوت العالي الذين يريدون المكاسب لأنفسهم ويحاولون فرض أفكارهم التي لا تعبِّر عنا ولا عن مجتمعنا.. فهل نفعل؟! أتمني!!