لا أصدق.. لا أصدق!! واحد من كل سبعة شباب بريطانيين يتعاطف مع تنظيم داعش.. قاطع الرءوس؟! نعم.. لا أصدق!! لكن هذه هي نتيجة استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة "بوبيولوس" ونشرته صحيفة "التايمز" البريطانية ونقلته صحفنا يوم السبت الماضي. العالم كله كما نعلم يحارب داعش.. لم تعلن دولة واحدة دعمها أو تحالفها جهراً أو سراً لهذا التنظيم الذي صار اسمه عنواناً للوحشية والفظاعة.. وبريطانيا تحديداً شددت من إجراءاتها للحد من تدفق مقاتلين شباب من أراضيها إلي سوريا والعراق للانضمام إلي صفوف داعش.. كما تبدي مخاوف من عودة هؤلاء الإرهابيين إلي بريطانيا لتنفيذ عمليات إرهابية داخلها.. وتمتلئ الصحف البريطانية يومياً بقصص لشبان بريطانيين ممن انضموا لصفوف داعش. ومع ذلك.. يقول استطلاع الرأي أن داعش يحظي بتعاطف بين الشباب البالغين ممن تقل أعمارهم عن 25 عاماً.. ويصل التعاطف إلي أعلي معدلاته بين الشباب دون ال 25 عاماً.. حتي يبلغ واحداً من كل سبعة شبان. هي نتيجة كارثية0 لاشك كما قالت "الأهرام" خصوصاً أن هؤلاء الذين يتعاطفون ليسوا من المسلمين وحدهم.. وإنما من البريطانيين علي اختلاف دياناتهم وأصولهم العرقية.. ونقلت التايمز عن بعض الخبراء أن الإعجاب بداعش والتعاطف معه في أوساط الشباب يشمل عدداً كبيراً من غير المسلمين إضافة إلي إسلاميين متطرفين. والآن.. دعونا نطرح السؤال الأهم: لماذا يتعاطف هؤلاء أصلاً مع داعش الذي يتبرأ منه المسلمون ويتبرأ منه العالم أجمع؟! لم يكشف الاستطلاع. أو وصلنا منه. عن إجابة شافية لهذا السؤال.. وإنما اكتفي بالإشارة إلي أن داعش يحظي بمشاعر التأييد من جانب الفئات التي تعارض السياسة بصفة عامة والمعجبين بشجاعة الدواعش.. أما "التايمز" التي نشرت نتائج الاستطلاع فقد توسعت قليلاً.. ونقلت عن جوناثان مازار البروفيسور في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة اكسترا البريطانية قوله إن التعاطف مع داعش جاء بسبب ثورة التكنولوجيا التي غيرت كل شيء.. مشيراً إلي ارتفاع أعداد الشباب ممن هم دون 25 عاماً الرافضين للسياسات الحكومية. هناك إذن من يعجبون بشجاعة الدواعش.. وهناك من يرفضون السياسات الحكومية ويرون أن داعش يستحق التعاطف أكثر من الحكومة البريطانية التي يعارضونها.. وأضيف من جانبي استناداً إلي التخمين لا أكثر إن هناك جيلاً جديداً يتعامل بعقلية مختلفة مع ثورة التكنولوجيا.. وهذا الجيل ربما يتلقي ويقارن بين مضمون هذه الرسائل وما يتضمنه الإعلام الرسمي من تهويل ومبالغات غير معقولة عن الأعمال الخارقة للدواعش.. ومن ثم يكتسب إعلام داعش ثقته وتعاطفه. لهذا نقول دائماً إن التهويل والمبالغات والأكاذيب الإعلامية تأتي بنتائج عكسية تماماً.. حتي ولو كان الأمر يتعلق بداعش.. قاطع الرءوس.