* يسأل محمد عبدالفتاح محمد مقيم ببولاق الدكرور: نعرف ان قضاء الله نافذ لا يمنعه شيء.. ولكن كيف يمكن الجمع بين هذه الحقيقة والأحاديث التي تخبرنا بأن الدعاء يرد القضاء وان بر الوالدين وصلة الأرحام تزيد في الرزق والعمر؟! ** يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية سابقاً: لا ينبغي للمسلم توهم التعارض بين نصوص الشرع الشريف فالدعاء عبادة لها أثرها العظيم يقول سبحانه "ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين" والدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث ولم يتركه النبي أبداً. فكم رفعت محنة بالدعاء وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء ومن ترك الدعاء فقد سد علي نفسه أبوابا كثيرة من الخير وقد قال الغزالي في هذا الشأن: فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم ان من القضاء رد البلاء بالدعاء. فالدعاء سبب لرد البلاء وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر".. والدعاء للوالدين وبقية الأرحام يزيد في العمر إما بمعني انه يبارك له في عمره فييسر له في الزمن القليل من الأعمال الصالحة ما لا يتيسر لغيره من العمل الكثير. ويقول عليه الصلاة والسلام "لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قد قدرته ولكن يلقيه النذر وقد قدرته له أستخرج به من البخيل" وقد قال صلي الله عليه وسلم لمن سأله عن الرقي: هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: "هي من قدر الله". والنذر أيضاً شبيه بالدعاء فإنه لا يرد القدر ولكنه من القدر أيضاً ومع ذلك فقد نهي عن النذور وندب إلي الدعاء والسبب فيه ان الدعاء عبادة عاجلة ويظهر به التوجه إلي الله والتضرع له والخضوع. * يسأل عطية محمد عطية راشد أرض اللواء المهندسين: ما الهجرة المطلوبة منا في هذه الأيام.. وذلك مع بداية العام الهجري الجديد؟! ** يجيب: الهجرة المطلوبة اليوم والتي يجب أن تكون مرعية في أيامنا هذه هي الهجرة التي تحدث عنها الرسول حين قال بعد عودته والمسلمين من احدي الغزوات "رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر: جهاد النفس" وجهاد النفس أو الجهاد الأكبر الذي نفتقده نحن المسلمين في ظل ما ران علي القلوب من ضعف الايمان وما ران علي العقول من ضعف البصائر بحيث أصبحنا نتلو كتاب الله دون أن نستشعر معانيه وما فيه من بواعث الايمان في القلوب وما فيه كذلك من تربية للرجال "الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلي ربهم يتوكلون". هذه القيم المنسية والمضيعة والتي نحن اليوم في أشد الحاجة إليها.. كما ان جهاد النفس يأتي بالبعد عن المعاصي وعدم اتباع الهدي والسقوط في الرذائل والمحرمات. والهجرة المطلوبة أيضاً منا في هذه الأيام هي أن نهجر المعاصي ما ظهر منها وما بطن وأن نبتعد عن الكذب والغيبة والنميمة وقول وشهادة الزور والغش والبهتان وأن نتقي الله في أقوالنا وأعمالنا وأولادنا حق تقاته وأن نصل أرحامنا وأن نبتعد عن الخصام ونكمل إيماننا بالحب الذي يوحد بين قلوبنا.