جاءتني في ملابس بسيطة.. الحزن يكسو وجهها الذي اختفت ملامحه خلف التجاعيد الكثيرة التي غطته تماماً.. قالت: اسمي "رضا عبدالله عطيه" أم لثلاثة ابناء وكان زوجي يعمل "نقاش حر" واقعده اكثر من مرض مزمن كان آخرها السكر ومضاعفاته التي وصلت لدرجة خطيرة. خرجت للعمل بائعة خضار لانفق علي علاجه واحتياجات أولادنا لكن مكسبي البسيط لا يكفي شيئاً فأخذت الهموم والضغوط تلاحقني بلا رحمة فأصيب ابني الكبير في حادث وتم تجبيس ذراعه بطريقة خاطئة واصبح في حاجة إلي جراحة لن تقل تكلفتها عن 7 آلاف جنيه وابني الصغير زياد يعاني من ضمور جزئي بالمخ ادي لفقده النطق. نصحني الأطباء بسرعة تدريبه علي الكلام بجلسات التخاطب لأنه تقدم في السن كلما ضعف الأمل في شفائه و لكن لا ادري من أين أدبر ثمن الجلسة الذي يتجاوز 25 جنيهاً؟. صدقوني من شدة حبي لأولادي تمنينت لو يضع الله حداً لمعاناتهم معنا ويستريحون من الدنيا كلها لأنهم حرموا فيها من أبسط حقوقهم وقلبي يتمزق حزناً عليهم في كل لحظة خاصة ابني الصغير الذي لن يتمكن من الالتحاق بالمدرسة قبل أن يتعلم الكلام. استغيث بكل من يستطيع مساعدتي ألا يتخلي عني فأنا لا أطلب سوي علاج زوجي وولدي ومصاريف المعيشة والدراسة في أضيق الحدود.